مع كل محنة يمر بها الإنسان يتعلم درساً، ومن كل منحة ينعم عليه الله بها يتعلم درساً، ومع كل خطوة يمشيها سواء تعثر خلالها أم تقدّم وحقق إنجازاً، يبقى هناك أثر وبصمة لا تنعكس عليه وحده بل يتأثر بها آخرون من حوله.. كل صانع أمل يحقق إنجازاً، إنما يضع نصب عينيه الآخرين لا نفسه، يصب تركيزه على من يستطيع إفادتهم ومساعدتهم بقدر إمكاناته وأعماله، لكنه لا ينتبه إلى أن أثر ما يفعله يمتد لدوائر أكبر ومساحات أوسع ويترك بصمة وربما يحقق تغييراً في نفوس وتصرفات أشخاص أكثر بكثير ممن يعتني بهم بشكل مباشر.
كل من يتم تكريمهم في مبادرة «صناع الأمل»، وكل من يشاركون في هذه المسابقة الخيرية التي تقيمها دبي، هم أفضل المؤثرين على الإطلاق، فإضافة إلى تأثيرهم المباشر في الأفراد والعائلات الذين يمدون لهم يد العون ويحدثون تغييراً كبيراً في مسار حياتهم، يؤثرون بشكل قوي وغير مباشر في كل من يتابع ويرى ويقرأ عن «صناع الأمل»، المبادرة التي ولدت في الإمارات وما زالت تنمو وتكبر ويكبر معها الأمل في كل المجتمعات، وإذا كنا نقف حائرين أمام كل هؤلاء المشاركين أيهم أفضل وأيهم يستحق أن ينال لقب «صانع الأمل»، وكلنا قناعة بأنهم جميعاً فائزون ومتميزون.. ونزداد تعلماً مما يفعلون.
لا شك أن تبرع رجل الأعمال مرويس عزيزي، صاحب شركة عزيزي للتطوير العقاري، بثلاثة مليارات درهم لدعم حملة «وقف الأب»، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عمل إنساني يمس كل الناس في كل مكان حول العالم.
صحيح أنه يستهدف بشكل مباشر فئة معينة، حيث يسعى إلى إنشاء مركز متخصص لعلاج مرضى السرطان بعد أن عايش وأسرته معاناة إصابة ابنته فاريشتا بالمرض، وتوفيت متأثرة به.. لكن ما فعله هذا الأب قبل أن يكون رجل أعمال معروفاً، يترك بصمة في النفوس، وكأنه دعوة لكل إنسان لتحويل الألم الذي يصيبه إلى أمل، كل وفق إمكاناته واستطاعته، المليارات لوقف الأب هذا العام، وعشرات الملايين التي تبرع بها العام الماضي لوقف الأم، هي رموز للعطاء.
[email protected]
0 تعليق