مسرح أحمد راشد ثاني - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الأديب الشاعر، والباحث التراثي، والكاتب المسرحي الإماراتي أحمد راشد ثاني، يترجل عن الحياة في ظهيرة يوم الاثنين 20 فبراير 2012، بعد نصف قرن من الحياة؛ منذ مدينته الأم «خورفكان» التي استقبلته وليداً في «حي المديفي»: 1962، وفي مدينة لقمة عيشه «أبوظبي» التي غادرها إثر أزمة قلبية أدخلته مستشفى خليفة، ومروراً بمدن ومدن في الخريطة الجغرافية الإماراتية، وفي أنحاء شتى من الخريطة العالمية.
مدن سافر إليها وفيها، وكتب فيها وعنها وإليها؛ وفي كل الأحوال، كانت الكتابة هي مدينته الكبرى الخالدة، بما تحتويه من مدن صغيرة؛ منها مدينة الشعر بشقيه: الفصيح الشعري، ممثلاً بقصيدة النثر ابتداءً بـ«دم الشمعة»، والقصيدة الشعرية العامية.. حيث «سبع قصائد من أحمد راشد ثاني إلى أمه التي لا تعرفه»، و«يا الماكل خنيزي ويا الخارف ذهب». ومدن البحث التراثي؛ حيث «زمان يضرب زمان: مفردات الحكاية في الإمارات»، و47 حكاية من الإمارات عبر «حصاة الصبر»، «إلا جمل حمدان في الظل بارك»، «دردميس».
ومدن مسرحية على صُعُد ثلاثة: على صعيد المشاركة في تأسيس فرق مسرحية عدة، منها «الفرقة المسرحية» في خورفكان، و«فرقة المسرح الحر» التابعة لجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين. وعلى صعيد البحث المسرحي، كما هو كتاب «المسرح في الإمارات الحاضر والمستقبل» مع مجموعة من الباحثين. ثم على صعيد التأليف المسرحي: «الصراخ»، «الأرض بتتكلم أوردو»، «للأرض سؤال»، «قفص مدغشقر: 1996»، «إلعب.. وقول الستر: 2002»، ومسرحيات أخرى مخطوطة لم تر نور النشر.
الحديث عن أحمد راشد ثاني، رحمه الله، جديد ومتجدد، ويتجدد باستمرار، حين يكون الأمر متعلقاً بالآثار الأدبية، الصادرة منها والمخطوطة، بما في ذلك الحديث عن مسرح أحمد الذي له وقع خاص.
في عام 2019، كان المشهد الأدبي النقدي المسرحي على موعد مع كتاب (المسرحي أحمد راشد ثاني.. إبحار في التجريب والحداثة)، للأديب الدكتور هيثم الخواجة، تناول فيه جانباً من المسرح لدى أحمد راشد ثاني؛ لكن مسرح أحمد بحاجة إلى المزيد والمزيد من الدراسات والمقاربات النقدية، التي تغوص في أعماق النص المسرحي لأحمد راشد ثاني، وفي أفكاره الحداثية، وفي رؤاه، وفي نهله من التراث وتوظيفه في النص دون أدنى مساس بالهُوية التراثية الإماراتية.
أحمد راشد ثاني والمسرح، كلاهما يعيش في الآخر؛ منذ مقاعد الدراسة الإعدادية، وحتى لحظة الرحيل، وإنّ أقل ما يمكن أن نهديه لأحمد بعد نحو عقد من الرحيل، هو الأعمال المسرحية الكاملة - الصادرة في كتب سابقة، والنصوص المخطوطة حبيسة الأدراج - لتكون في متناول ناقد مسرحي متمرس، ومخرج فني مبدع.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق