إمارة الإنسان - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

القرار الذي باشر به مجلس القضاء في الشارقة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتعلق بعدم حبس المدين المتعثر، ينسجم مع روح القانون والعدالة التي تقصدها كل تشريعات وقوانين الدولة، لأن الهدف من كل هذه المنظومة تحقيق العدالة وحفظ كرامة الإنسان.
مجلس القضاء في الشارقة برئاسة سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، الذي ترأس اجتماع المجلس في بيت الحكمة اعتمد أمس، البدء في تطبيق التوجيه وذلك بعدم إصدار قرار من قاضي التنفيذ بحبس المنفذ ضده المدين المتعثر إلا بعد إجراء تحقيق مختصر يثبت فيه الدائن يسار المدين أو تحقق قيامه بتهريب أمواله أو إخفائها أو التوقف عن سداد الأقساط بغير مبرر.
مجلس القضاء، وبتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، وجه النيابة العامة في الإمارة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة المعنية بالشؤون الأسرية والاجتماعية، للتعامل مع النزاعات واتخاذ ما يلزم من إجراءات للصلح بين أطراف النزاع بشكل ودي قبل قيد دعاوى المنازعات ذات الطابع الأسري أو قبل إحالتها إلى المحكمة المختصة.
هذه المنظومة المتصلة بين القضاء والنيابة العامة، هي بالتأكيد منظومة متكاملة، تتوج القضاء النزيه والعادل، من خلال التنسيق مع المؤسسات المعنية بالأسرة والشؤون الاجتماعية بتأمين الحقوق إلى أصحابها، والعمل على حل الخلافات ودياً، لأن أي نزاع قضائي يمكن حله بين الأطراف، هو مكسب لهم في الدرجة الأولى، ومكسب للجهات القضائية حتى لا تزدحم أعمالها في قضايا يمكن حلها بالتوافق والتراضي.
هذا القرار الإنساني، الذي يحقق العدالة تحت مظلة القانون، يكمل بكل تأكيد سلسلة القرارات والتوجيهات التي يأمر بها صاحب السمو حاكم الشارقة، والقاضية جميعاً بحفظ الكرامة، وتأمين أفضل مستوى من العيش الرغيد لأبنائه، لجهة منحهم الرواتب التي تعينهم على الحياة بكل اقتدار وراحة، وكذلك تأمين حياتهم التقاعدية بشكل كريم يؤمن لهم احتياجاتهم، مع وصول الحد الأدنى للتقاعد في جميع قطاعات الشارقة إلى 17500 درهم.
كل هذه المكارم، هي بالتأكيد لحفظ كرامة الناس، وتوفير سبل العيش الكريم، وهنا لا ننسى أبداً أن إمارة الشارقة تكاد تتفرد على مستوى العالم، بأن فيها لجنة تعالج ديون مواطني الإمارة، والتي صرفت منذ الدفعة الأولى حتى الدفعة السابعة والعشرين، ملياراً و203 ملايين درهم، استفاد منها 2501 مواطن.
هي إمارة الإنسان وللإنسان.. حياته، دخله، بيته، أولاده، ومستقبله، وكرامته، شغلها الشاغل، طوعت في سبيل ذلك روح الزمان والمكان وترجمته قولاً وفعلاً.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق