تقاسيم على استئناف الحضارة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

هل يرى مفكرو الغرب ما لا يراه العالم العربي، في مسار الحضارة الغربية ومصيرها؟ أنت محق إذا كان برهانك أن العقل العربي ليس شديد الافتتان بالمستقبليات. لكنّ العالم اليوم أمام مَفْرق طرق شتّى، وعلى العربي حسن اختيار البوصلة. روّاد الفكر في أوروبا بالذات موقنون أن الحضارة الغربية أعطت ولم تستبقِ شيئاً، لم يعد لها غير الأخذ بلا مقابل. هذا ما يلهج به كبار المثقفين الأوروبيين.
ذلك ليس بجديد على عقول آسيا، فالمفكر السنغافوري كيشور محبوباني أصدر سنة 2008 كتابه القيّم: «الانتقال الحتمي للقوة العالمية إلى الشرق».
ما يحزّ في النفس، هو كثرة العقول العربية التي استشرفت تغييرَ بوصلة التاريخ اتجاهَها، ولكن يبدو أن الموجات الصوتية في خريطة القوم عسيرة الانتقال. ماذا يعني هذا؟ إنه يُبين أن الحضارات الشرقية عائدة، زاحفة زحف الجحافل، في كل المحافل. هو ذا بيت القصيد، فجوهر الاستشراف اليوم هو التفكير بجدّ في استئناف الحضارة. الحضارات تبقى الحياة كامنةً في بذورها. النظرة المستقبلية الثاقبة هي ألاّ تخيفنا الانهيارات التي حلت بالخريطة العربية. الصورة التي تحمل في طيّاتها ألف درس وعبرة هي الأحلام التي ترتسم في أخيلة القوى العالمية، التي ترى في الآفاق ما يمكن إبداعه من خوارق التنمية بالمساحات المتداعية في عدد من البلدان. تلك مئات ألوف الكيلومترات المربعة أضحت أثراً بعد عين.
استئناف الحضارة العربية الإسلامية هذا أوانه، ولو أن قطار الحضارات الشرقية تحرك قبل عقود، وسرعان ما اكتسب سرعة فائقة. لكن اللحاق يُؤتي أُكُله متى تحقق. الآن، يجب إدراك صدق صديق العرب، كلود شيسون، وزير خارجية فرنسوا ميتيران، حين قال للعرب:«لا تقلدوا الغرب في تنميته، بل انظروا إلى الهند»، بتعبير المثل الإفريقي:«مثل الفيل، لا يقدّم قائمةً، إلاّ إذا كانت القوائم الأخرى ثابتةً». لا حزن على ما فات، فعندما تهبّ العزائم ويتطور التعليم وينشأ البحث العلمي، تعود العقول المهاجرة، تلحق الزراعة، الصناعة، الثورة المعلوماتية، الذكاء الاصطناعي... وإذا اكتشف العرب ذاتهم وقدراتهم، فكل محال ممكن. استئناف الحضارة لن يكون عزيزاً في مواكب الحضارات الشرقية، لأنها منهم وإليهم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الذهبية: أعظم أمانة تربوية يمكن أن تحملها المناهج العربية، هي أن تزرع في أذهان النشء الجديد مبدأ تحويل كل سلبي إلى إيجابي. كيف تجعل من دموع الحزن دموع فرح.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق