يبقى شهر رمضان في الإمارات مناسبة مميزة تجسد روح المحبة والتسامح، عاماً بعد عام، باعتباره المناسبة الدينية والروحانية الأعظم التي تحظى بمكانة خاصة لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء، ولما تتميز به أجواؤه الإيمانية والاجتماعية الفريدة التي تعكس القيم الإسلامية السمحة والأصيلة التي تقدم الصورة الحقيقية للدين الحنيف، وتظهر خلاله روح التآخي والتراحم بين الناس جميعاً.
خلال أيام الشهر المبارك تتعزز الروابط الاجتماعية، وتكون فرصة للأسر التي فرقتها مشاغل الحياة للقاء على الموائد الرمضانية العائلية، والتي يحرص الجميع على إحيائها جرياً على العادات والتقاليد التي توارثوها عبر الأجيال المتعاقبة، لأن شهر رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو شهر الخير والتقوى والتواصل الإنساني بين الأهل والمجتمع بشكل عام.
الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية، وكذلك عدد كبير من مؤسسات الدولة، شمرت عن سواعدها خلال الشهر المبارك، وأطلقت العديد من الحملات الخيرية، لدعم المحتاجين على المستويات المحلي والعربي والدولي، وأقامت خيام الإفطار الرمضانية، المظهر الأبرز للتكافل الاجتماعي في الدولة، حيث تراها منتشرة في مختلف أنحاء الدولة لتقديم وجبات الإفطار المجانية للصائمين، خاصة العمال والمحتاجين وعابري السبيل، ويقبل على المشاركة فيها الكبار والصغار، للتعبير عن المساواة بين الجميع المسؤولين والموظفين والأغنياء والفقراء.
وتمثل خيام الإفطار التي تنتشر قرب المساجد وفي الأحياء السكنية نموذجاً رائعاً للعطاء والتضامن خلال الشهر الفضيل، وتعكس روح الخير والتسامح التي تتميز بها الدولة، كونها عاصمة التسامح والتعايش على المستوى العالمي، بوجود أكثر من 200 جنسية يعيشون ويتعايشون في مجتمع يسوده الود والسلام في بلد الأخوة الإنسانية، حيث تعتبر هذه الموائد ليست مجرد مكان لتقديم الطعام فقط، بل هي مساحة تفيض بالمحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع.
خلال رمضان، تمتلئ المساجد بالمصلين الذين يؤدون صلاة التراويح والقيام، ومختلف الصلوات، ويحرص كثير من الأهل على إحضار أبنائهم ليشاركوهم الصلاة، لكي يعتادوا على أداء الفروض في المساجد، وهو شئ جميل ينهل فيه الأبناء الدين من منابعه الصافية، إلا أن بعضهم يحلو له العبث الطفولي في المساجد مع أقرانه الذين يتواجدون مع أسرهم، وهو ما يؤثر في المصلين وخشوعهم، وتهدئة الأبناء في المساجد تعتبر مسؤولية يتحملها أولياء الأمور بالدرجة الأولى، لكي لا يشوش هذا اللهو على المصلين الآخرين، وهو المأمول ممن يريد عيش روحانية وجمالية الشهر الفضيل.
[email protected]
روح الخير والتسامح - ستاد العرب

روح الخير والتسامح - ستاد العرب
0 تعليق