تشكل الدروس الخصوصية لدى أغلبية الأسر هاجساً سنوياً أو فصلياً، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين للتعامل معه لمواكبة واجبات وامتحانات أولادهم في المدارس، خاصة مع صعوبة المناهج، وعدم قدرة أولياء الأمور على مواكبتها وفهمها، وبالتالي تدريسها لأبنائهم.
هذه الظاهرة، مستمرة طوال العام الدراسي، وتكاد تساوي كلفتها السنوية، كلفة العام الدراسي الذي يدفعه الأهالي لأولادهم في المدرسة.
مشكلة هذه الظاهرة، ورغم أن الأهالي يضطرون إلى التعامل معها طوال العام، أنهم يجدون أنفسهم مجبرين مع قرب امتحانات كل فصل من الفصول الدراسية الثلاثة، إلى الرضوخ لطلبات الزيادة التي يفرضها بعض المدرسين خلال هذه الفترة.
بعض الأهالي باتوا يلجأوان إلى الدروس الخصوصية عبر الإنترنت، والتي باتت ظاهرة متسارعة في المشهد التعليمي، مدفوعة بتطور التكنولوجيا، وتقنيات الاتصال بالصوت والصورة عن بعد، وأحياناً دروس من خارج الدولة.
دعايات هذه الدروس تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف يتم التعاقد مع هؤلاء حتى دون لقاء، وتبين أن بعضهم -بحسب أسر- بلا خبرة أو مؤهل أكاديمي مُعتمد، ينافسون في السوق المزدحم بأسعار تنافسية، ومن دون أي معايير واضحة للجودة.
أحد المدرسين الذي تخرج حديثاً، كشف في تحقيق مع «الخليج» أنه وزملاءه يعمدون إلى عرض خدماتهم لتقديم دروس بأسعار تنافسية لأنهم حديثو التخرج وليس لديهم أية خبرة، وكل ما في الأمر أنهم تخرجوا في الجامعات وليس لديهم أية أسس تربوية ومهنية، ويجلسون بلا عمل، ويحاولون بهذا المجال سد بعض احتياجاتهم المالية.
وفي تقرير حديث نشرته Grand View Research، وهي منصة متخصصة في الاستشارات والأبحاث السوقية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، أن حجم سوق التكنولوجيا في التعليم العالمي و«الدروس الخصوصية» عبر الإنترنت بلغ 142 مليار دولار في عام 2023. مع توقعات باستمرار هذا النمو بوتيرة متسارعة بمعدل سنوي 13% حتى عام 2030، ما يعكس تزايد الاعتماد على الحلول الرقمية في العملية التعليمية.
التقرير أشار إلى أن قطاع تكنولوجيا التعليم شهد توسعاً متسارعاً مدفوعاً بعدة عوامل من بينها النطاق الأوسع للتعليم عبر الإنترنت، والرفض الإيديولوجي لبعض النظم التعليمية التقليدية، إضافة إلى الحاجة المتزايدة لتحديث أساليب التعليم، بما يتماشي مع متطلبات العصر الرقمي.
الأدوات الرقمية وتحديداً الذكاء الاصطناعي مثل «شات جي بي تي» أصبح يفرض نفسه بقوة في المشهد التعليمي، وليس سراً أن بعض الأسر باتت تستعين بهذه التقنيات لتدريس أبنائهم، وهم لا يعرفون حتماً مدى دقتها أو جدواها، والسبب برمته يعود إلى ارتفاع أسعار المدرسين الخصوصيين.
[email protected]
دروس «التقنيات» - ستاد العرب

دروس «التقنيات» - ستاد العرب
0 تعليق