ها نحن من جديد، في ضيافة شهر رمضاني مبارك جديد، ماثلين فيه بكل جوارحنا، مشفقين على أنفسنا، سائلين الله تعالى أن يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخّر، ما ظهر منها وما بطن، ما صغر منها وما عظم.
ها نحن في رِحاب شهر رمضان من جديد، ففي حضور رمضان، يطيب للنفس أن تجدد إيمانها بالله، وأن تتأكد ثقتها به، سبحانه وتعالى، واضعة نصب أعينها أن تنال نصيبها الرمضاني السنوي: (مغفرة الله، ورحمته التي وسعت كل شيء، والعتق من النار التي وقودها الناس والحجارة).
في حضور رمضان، نسأل الله العفو والعافية، في ديننا ودنيانا وآخرتنا.. في حضور رمضان، نستحضر حديث الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».
في حضور رمضان، يعلو صوت القرآن، آملين أن نكون في صحبة طيبة مع نسائمه الرّبّانية المباركة، داعين الله تعالى بأن يكون ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا وهمومنا ومغفرة لذنوبنا..
في حضور رمضان، تتعدد صور الكرم البشري، فيما بين الأهل والجيران والأصحاب، منذ عشرات السنين، وحتى اللحظة هذه.. حيث يحلو للمائدة الرمضانية أن تغدق على الصائمين بما لذ وطاب من أطعمة إفطار وسحور، وما بينهما من طعام وشراب مختلف ألوانه وأشكاله.. منذ كانت المائدة في «المفاطر الرمضانية» التي يتشارك فيها أهل الفريج الواحد وقت الإفطار، والزيارات العائلية، وزيارات الجيران لبعضهم بعضاً، رجالاً ونساءً، بعد صلاة التراويح، وحتى زماننا هذا الذي تكثر فيه الخيم الرمضانية لإفطار الصائمين من كل حدب وصوب،
في حضور رمضان، نستذكر أُناساً كانوا معنا في رمضاناتٍ عِدَّةٍ منذ عشرات السنين، من أرحام وجيران وأنساب وأصحاب وزملاء حياة وطفولة ودراسة، أصبحوا في ذمة الله ورحمته، فها هي أمي «رحمها الله»، ترتحل عن الحياة، ليلحق بها جدي «أبوها، رحمه الله»، ثم والدي «رحمه الله»، والعديد العديد ممن فارقوا الحياة الدنيا، ليكونوا في الحياة الآخرة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته، هم السابقون، ونحن إن شاء الله بهم لاحقون.
[email protected]
في رحاب رمضان - ستاد العرب

في رحاب رمضان - ستاد العرب
0 تعليق