صفر عنف ضد المرأة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

رمضان هذا العام جاء محتضناً أكثر من مناسبة، فخلال الشهر الفضيل يصادف يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس، وبعده بأيام أي في الواحد والعشرين يكون يوم تكريم الأمهات، أيام مباركة ومناسبات نتمنى أن تنعكس خيراً على كل امرأة وأم وفتاة في العالم.
لا نحتاج أحياناً إلى التواريخ التي تحددها المنظمات العالمية كي نلتفت إلى أحوال البشر، ولا إلى دراسات عالمية تخبرنا عن ظروفهم ومشاكلهم وكيفية البحث عن حلول لهم، فالإمارات أنشأت مؤسسات ومراكز متخصصة تتولى متابعة شؤون المرأة ومؤسسات تُعنى بالأسرة وأخرى للطفل.. مؤسسات مهمتها الأولى الحماية والرعاية وتقديم الدعم، وتنجح باستمرار في وضع حد لكل مأساة مقدمة الحلول الإنسانية والاجتماعية المناسبة.
من تلك المؤسسات، مركز حماية المرأة التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، والذي يقدم الدعم الكامل للنساء المعنفات، وقد نجح العام الماضي في تمكين 30 حالة، أي أن المركز قدم الدعم لثلاثين سيدة وفتاة من خلال إيوائهن وإعادة تأهيلهن كي يتمكنّ من العودة إلى الحياة الاجتماعية ومواصلة طريقهن بشكل طبيعي.. مؤسف أن يكون العنف مازال يعشّش في نفوس بعض الناس ويكون لغة التواصل بينهم وبين أهل بيتهم، ومحزن أن يكون خلف الجدران حكايات لا يمكن أن تحكيها الأنثى خوفاً ممن يهدد حياتها طوال الوقت، ويستقوي عليها وكأنها كائن يجب أن يكون ضعيفاً ومقهوراً وبلا صوت ولا حقوق!.
أهم من الاحتفال بيوم المرأة ويوم الأم، هو أن تجد كل امرأة وكل أم الدفء والأمان في بيتها ووسط أسرتها، والمهم أيضاً أن تعيش في بلد يؤمن بضرورة إنشاء مؤسسات ومراكز تُعنى بحقوق المرأة وتوفر لها كل الخدمات، من حماية وإيواء وتعليم ورعاية نفسية، وتوعيتها بحقوقها ومنحها الثقة بنفسها وبقدراتها وتأهيلها لمواجهة المجتمع بشكل أقوى، مع توعية الطالبات في المدارس بقائمة حقوقهن وواجباتهن من الجوانب الاجتماعية والقانونية والصحية، بهدف تمكينهن من العودة إلى حياتهن الطبيعية ودمجهن في المجتمع بشكل فعال.
مركز حماية المرأة مثله مثل مؤسسات عدة في الإمارات تعمل على دعم وحماية كل مستضعف، والعناية بالمرأة لا يتوقف عند حدود حل الخلافات الأسرية والزوجية فقط، بل تعمل تلك الجهات على تطوير مهاراتهن في مجالات مختلفة، وتوعيتهن بحقوقهن التي كفلها القانون الإماراتي وكيفية حصولهن عليها..ولكي تتمكن المرأة المعنفة من النهوض مجدداً واستعادة ثقتها بنفسها واكتشاف قدراتها والاستعداد لمواجهة الحياة بكل ما فيها والانخراط بشكل طبيعي في المجتمع، تقوم المؤسسات بدراسة أوضاع كل حالة من ضحايا العنف، قبل أن تباشر دعمها لتحقيق النقلة الكبرى في حياتها ودمجها في المجتمع.. على أمل أن نصل يوماً إلى نسبة «صفر عنف ضد المرأة» وضد الطفل والعنف عموماً.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق