ست لغات شعرية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشعر بست لغات في الدورة ال43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: العربية، الإنجليزية، الأوردية، البنجابية، المالايالامية، والفلبينية، والشعر في مثل هذا التلاقي الإيقاعي والجمالي ليس بست لغات فقط، بل أيضاً بست حضارات، وست ثقافات أوسطية وآسيوية وأوروبية تعبّر عن قدرة هذا الفن التاريخي على خلق جسور الحوار اللغوي والثقافي في الوقت نفسه من دون الحاجة إلى تنظيرات ومصطلحات فكرية كبيرة هي في الأساس تتناقض مع روح الشعر.
ديوان العرب إلى جانب ديوان العالم في الشارقة، وبينهما الموسيقى والعزف واللحن من دون حاجة إلى ترجمة، إذ الشعر يقدّم هويته ووجهه العالمي بلغته التي هي أصلاً لغة الموسيقى الكونية التي تفهمها الشعوب بالفطرة البشرية التي أساسها الصوت والإصغاء إليه في شكل من أشكال التأمل الفلسفي الذي لا يقوم على حسابات العقل المجرّد الجاف، بل يقوم على المعطى الرّوحي والقلبي للشعر.
هذا لا يلغي العقل، بل يجعل منه ما يشبه الحارس الذي يقف بعيداً على نحو ما من كينونة الشاعر لكي لا يغرق الشعر في متاهات الفكر التي هي متاهات الفلاسفة، ومع ذلك، كل شعر ينطوي على نسيج من قماش الفلسفة، والكثير من فلاسفة العرب والمسلمين شعراء.
جديد الدورة ال43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب هو هذه الفعالية الشعرية العالمية التي تؤكد عالمية الشعر وقيمته الرفيعة: الصداقة.
سنكون فعلاً في قلب نشاط ثقافي شعري يتيح لنا الإصغاء، مرة ثانية، لصوت الشعر ولصوت اللغات، ولكل لغة صوتها ولسانياتها وموسيقاها التي تتبع خصوصيات الشعوب، ومرة ثانية من دون حاجة إلى الترجمة بوصفها أداة نقل لغوي أو أبجدي، وذلك إذا أصغى المرء إلى اللغة في حدّ ذاتها، اللغة المنطوقة عبر لسان الشاعر وحنجرته، الشاعر غير العربي الذي سيصغي بدوره إلى لسان العرب وديوانهم الهوياتي والنفسي والثقافي.
اللغات الست، أيضاً، في معرض الشارقة الدولي للكتاب يتلاقى بعضها من حيث الجذر والأصل والحرف والنطق، أي أن اللغات يشرح بعضها البعض، وما تعجز اللغة عن شرحه تتولّى الموسيقى تقريبه لاستيعاب المستمع لهذه العائلة من الشعر والشعراء.
ذكرت قبل يومين أن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو معرض فضاء ثقافة وفضاء شعر، وفضاء صداقات بين أفراد هذه العائلة الكبيرة التي تلتقي هذه المرة على ميثاق الشعر.
ماذا سيقرأ شعراء العالم في الشارقة؟ الإجابة ليست الآن، بل في اللحظة التي تلتقي فيها القصيدة مع العزف واللحن، غير أن هذا التلاقي الاندماجي حتى الروح والقلب يجعلنا أمام إنسانية الشعر القائمة على الجمال والمحبة والتسامح والتعارف الذي يلغي خطوط الحدود الجغرافية والنفسية، ويمجّد ثقافة الحياة، وهذا ما يفعله الشعر، بل هذا هو مبتدأ الشعر وخبره.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق