خطوة الكاتب الأولى نحو العالمية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

..الفضاءات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تأخذ دائماً صفة محلية إماراتية، وعربية، وعالمية.. فضاءات حوار بين الثقافات والتقاء آداب ومعارف وفنون الشعوب والحضارات، من خلال الوسيط التاريخي وهو الكتاب.
نشير دائماً إلى التعددية الثقافية في المعرض، فهو معرض فعاليات، ومعرض ناشرين، ومعرض تكريمات وتقدير مادي ومعنوي للنخب الثقافية العربية وغير العربية، وهو معرض علاقات وصداقات ومشتركات عديدة على مستوى صناعة الكتاب، وتوزيعه، وتوفيره للقارئ بأيسر القنوات الورقية والتكنولوجية.
المعرض أيضاً لقاء سنوي مفتوح للعلاقة الأدبية والشخصية بين الكثير من المؤلفين وجمهورهم القارئ، وهو معرض للشعر والشعراء والقراءات الميدانية بين الأجنحة، والتي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب.
معرض الشارقة الدولي للكتاب معرض تعارف مباشر يقوم على العلاقة الثقافية بين الكاتب العربي والكاتب الأجنبي، وبخاصة تلك العلاقة الإيجابية الإنتاجية بين الناشرين من مختلف بلدان العالم.
هذه الفضاءات التي نذكرها الآن هي على درجة كبيرة من الأهمية لما تنطوي عليه من مبادرات وتعاون واتفاقيات مؤسسية أو فردية، وأشير هنا بشكل خاص إلى تعارف المؤلفين، وتحديداً المؤلفين الإماراتيين والناشرين العرب وغير العرب.
إلى جانب كل ذلك.. ماذا بشأن الترجمة التي هي الجسر الحقيقي والعملي بين الآداب المكتوبة بلغات العالم الحية؟.. هل يستفيد الكاتب الإماراتي من مشاركة دور النشر العالمية الأوروبية، والآسيوية، والإفريقية في المعرض، هذه المشاركة العالمية التي تتصاعد وتتوسع من دورة إلى أخرى، والقارئ يعرف أن المعرض في كل عام يستقطب دولاً ومؤسسات نشر ودوراً معنية بصناعة الكتاب في العالم، الصناعة التي تحوّلت إلى قطاع محترم له أخلاقيات وقوانين وضوابط مشتركة بين الدول والمؤسسات والأفراد.
من المهم أن يتعرف الكاتب الإماراتي والعربي في المعرض إلى ناشري العالم نحو الاستثمار في الترجمة، ولعلّ المرء يقول هنا إنه محظوظ ذلك الكاتب العربي الذي يكسب ثقة ناشر عالمي تتولى داره أو مؤسسته النشرية ترجمة عمل أدبي إلى لغة مقروءة، بل، ولنكن صرحاء هنا، إن حظ الترجمة إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الروسية أو الصينية أو غيرها من اللغات الواسعة الانتشار والقراءة، هو أكثر من حظ، بل فرصة ذهبية تبشر بالدخول إلى العالمية والانتشار اللغوي الأوسع، وهو الأمر الذي يحلم به أي كاتب عربي.
المعرض، إذاً، معرض فرص ثقافية كما هو معرض حوار وتعارف وصداقة، ولعلّي لا أكون مبالغاً إذا كتبت أن عالمية الكاتب العربي قد تكون موجودة بين يديه هنا في الشارقة، إذا عرف كيف يفكر وكيف يتفاءل.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق