في أسبوع..! - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أسبوع: كنت ما بين قارتين، بداية أسبوعي في قارة في الغرب، وعدتُ بعدها لآسيا، حيث تقع دولتي، وبين آلاف الأميال كان التغير البيولوجي والإنساني وعدد الوجوه التي رأيتها من مختلف الجنسيات، مبهراً، وكيف أنه في عالم الطيران يتسنى لك أن ترى العالم كله إن أردت في يوم واحد، وكيف أن الحياة أصبحت من السرعة، سرعة الضوء والمكان حتى غدت التكنولوجيا مخيفة ومفرحة في آن واحد، كيف أن الطائرات تتغير من عقد لآخر في إنتاجها، وتقنياتها وما تقدم من فعالية وقدرات مذهلة تترجم عقل الإنسان الذي لا يتوقف عن التفكير والتغيير والوصول لِقِمَّة لا تنتهي..!
في أسبوع: انتقلت من مؤتمر يتكلم عن مستقبل الطيران وأهم تحدياته، وما أحرزناه من تقدم في عالم إنتاج الوقود بكل أنواعه وتقنياته، وما بين الحقائق والواقع، وما يجب أن يبدأ به المرء من تخطيط ومواكبة حتى يحافظ على راية الريادة، إلى مؤتمر يُعنى بتمكين المرأة وما تمر به، وكيف يجب أن تحافظ على نفسها وصحتها، وثقافتها التي تُبرز هويتها، وبما أنه الشهر الوردي، كان لا بد من التأكيد أننا نمر بمتغيرات، وأن العالم الداخلي والخارجي له ضغوطاته التي يجب ألا تُهمَل ولا يتم تجاهلها، بل كانت المعرفة الطبية لب كل شي، ومواجهة الخوف والإصرار على تخطيه واقعاً نراه من قصص وتجارب جميلة.
في أسبوع: تحدثتُ عن قصة المرأة أمام المرأة، واستمعت لها في مختلف المجالات، ألهمتني بعض القصص، وأكد لي بعضها الآخر أن الإنسان يعيش من خلال ما يحب وما يتقن، ليس وظيفياً، بل ما يتمتع به في داخله من حب للحياة، وما أعطاه الله وخصه به من هواية ونِعَمٍ تتجلى في قدرته على تحدي وتخطي كل صعب.
في رحلة لاكتشاف الذات والاستشفاء من الهموم والضغوط والتعب، إلى رحلة فيها المتعة أكبر العناوين الأولى، إلى عالم يعيدك لإنسانيتك الحقة، وأننا لم نخلق لنعيش المنافسة كل يوم، لم نُخلق لأن نركض كل يوم، لم نُخلق لأن نجادل في كل حين ومكان ومقام، لم نُخلق لأن نستفز بعضنا بعضاً، ونقهر من لا يتفق معنا. خُلقنا لأن نعيش دورنا الحقيقي على هذه الأرض، أن نحب ونعيش للسلام، الداخلي وسلام العالم.
في أسبوع: التقيت عدداً من الخبراء في قطاع الطيران، شركات وحكومات، وسمعت من خلالهم كيف أن المستقبل الذي نحلم به ليس سهلاً، وأن الكثير من التحديات التي يخلقها لنا الآخرون هي في الأصل حروب مخفية، ولمواجهتها يجب أن نستمر في التعلم، في خلق أجيال تفهم ما بين السطور، وتتسلح بالمعرفة والخبرة والتمكين، بأن نواجه هذه التحديات بصوت حر ومثقف، وشخصيات واثقة وذات دبلوماسية عالية، وحضور ذي ثقة. في أسبوع: تغيرت الكثير من الأشياء في داخلي...!
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق