احتفل المستثمرون بفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بارتفاعات قوية في الأسواق المالية، حيث شهدت عدة قطاعات تحسناً ملحوظاً بعد طرحه لخطط خلال حملته الانتخابية، شملت فرض رسوم جمركية، تخفيضات ضريبية، وترحيل المهاجرين. هذه الخطط جذبت اهتمام المستثمرين وساهمت في زيادة الطلب على أسهم شركات معينة.
سجلت أسهم تسلا قفزة تقدر بحوالي 35% منذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مما دفع القيمة السوقية للشركة لتتجاوز تريليون دولار لأول مرة منذ عام 2022. وفقاً لتقرير "بي بي سي"، أدى هذا الارتفاع إلى زيادة ثروة إيلون ماسك بأكثر من 50 مليار دولار.
يرى المستثمرون أن فوز ترمب قد يخفف من التدقيق الذي تتعرض له تسلا من قبل الهيئات التنظيمية، خاصةً فيما يتعلق بتقنيات القيادة الذاتية.بالإضافة إلى ذلك، فإن علاقات ترمب مع ماسك قد تساعد تسلا في التكيف مع التغيرات في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعتبر تسلا لاعباً مهماً في السوق الصينية.
ورغم التوقعات بتقليص الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية، يعتقد المحللون أن ذلك قد يصب في مصلحة تسلا ويزيد التحديات أمام منافسيها.
العملات الرقمية
شهدت عملة البيتكوين قفزة كبيرة بنسبة 25% متجاوزة 89 ألف دولار، في إشارة إلى توقعات المستثمرين بتغييرات كبيرة في قطاع العملات الرقمية تحت إدارة ترمب، بعد القيود الصارمة التي فرضها الرئيس بايدن.
ووفقاً لتصريحات ترمب الأخيرة، يسعى الرئيس المنتخب إلى جعل الولايات المتحدة "عاصمة الكريبتو العالمية"، بالإضافة إلى خطط لتشكيل احتياطي استراتيجي من بيتكوين وإقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات غاري غينسلر الذي اتبع نهجاً صارماً في تنظيم هذا القطاع.
البنوك
شهدت أسهم البنوك الأمريكية الكبرى مثل "جي بي مورغان" وبنك أوف أمريكا ارتفاعات كبيرة بنسبة مزدوجة الرقم منذ الانتخابات، حيث يتوقع المستثمرون أن تكون المؤسسات المالية من أبرز المستفيدين من تخفيف القيود التنظيمية.
وبحسب "بي بي سي"، يعتقد المحللون أن ترمب سيكون له دور مؤثر في صياغة القواعد التنظيمية المستقبلية، ومن المتوقع أن يتباين مواقفه عن رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان التي تتبنى نهجاً صارماً في مكافحة الاحتكار.
كما شهدت أسهم بنوك مثل "كابيتال وان" و"ديسكفر"، التي تخضعان لمراجعة اندماج من قبل الهيئات التنظيمية، زيادة بأكثر من 15%.
شركات السجون الخاصة
قفزت أسهم شركات السجون الخاصة مثل "جيو غروب" و"كور سيفيك" بنحو 70% منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني، وسط توقعات المستثمرين بأن إدارة ترمب قد تعزز الطلب على هذه الشركات بشكل كبير.
تأتي هذه الزيادة في الأسعار تزامناً مع وعود ترمب بترحيل ملايين المهاجرين وفرض سياسات صارمة على الهجرة، مما ينعكس على الشركات التي تدير السجون الخاصة.
وكان الرئيس جو بايدن قد أصدر في 2021 قراراً بوقف التعامل مع هذه الشركات، وهو ما أثر سلباً على أعمالها. لكن عودة ترمب إلى الرئاسة من المتوقع أن تعيد تلك العقود الحكومية، مما يعزز فرص شركات السجون الخاصة.
الدولار الأمريكي
شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل/نيسان الماضي، مسجلاً زيادة تجاوزت 2% خلال الأسبوع الماضي.
يعكس هذا الارتفاع توقعات الأسواق حول تأثير سياسات ترمب على الاقتصاد الأمريكي. رغم أن هذا الارتفاع يعد جيداً للسياح الأمريكيين الراغبين في السفر إلى الخارج، إلا أنه يشير إلى إشارات مختلطة بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن.
0 تعليق