حوارات التطوير - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

العالم يتغير بسرعة، والتعليم العالي ليس بمنأى عن هذه التحولات، لاسيما أن التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والاقتصادات الرقمية، تعيد تشكيل معايير النجاح الأكاديمي عاماً تلو الآخر.
نعم.. إن تحقيق تطور مستدام في قطاع التعليم العالي، يتطلب أكثر من مجرد خطط واستراتيجيات، ويستدعي الأمر حواراً حقيقياً وشاملاً، يضع جميع الأطراف المعنية على طاولة واحدة، تماماً كما تفعل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حالياً، عبر جلسات «حوار مستقبل التعليم العالي».
حوارات التطوير تعكس إدراك الوزارة أهمية التشاور، وتبادل الخبرات كخطوة جادة، لرسم مستقبل التعليم العالي، وما أضفى على النقاش عمقاً وشمولية أكبر، هو امتداده ليشمل قادة الجامعات والجهات المحلية المعنية، إلى جانب قيادات الوزارة، هذه المقاربة التشاركية تجسد بوضوح، أهمية تكامل الأدوار بين الجميع، لضمان تحقيق التطوير الشامل.
ولكن إلى أين تأخذنا تلك الحوارات والنقاشات؟ وما أبرز اتجاهات التطوير في المرحلة المقبلة؟ وكيف تنعكس على جودة مخرجات التعليم الجامعي، لتلبي متطلبات سوق العمل؟ وهل سترتقي بتصنيفات جامعاتنا عالمياً؟
اتجاهات التطوير ركزت على قضايا حيوية تمس جوهر التعليم العالي، أبرزها «رحلة الطالب»، إذ إن تحسين تجربة المتعلمين تمثل محوراً رئيسياً لأي نهوض تعليمي، وتطوير معايير القبول لإتاحة التعليم للجميع، يعد خطوة شجاعة تعزز مفهوم التعليم كحق وليس امتيازاً، وربط المسارات الأكاديمية بسوق العمل، يضمن تخريج أجيال قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
ولعل تطوير أطر الترخيص والاعتماد، أهم ما جاء ضمن الاتجاهات التطويرية، إذ إن تحديث معايير الترخيص والتقييم يعكس الرؤية الممنهجة، لتعزيز مرونة مؤسسات التعليم العالي ورفع تنافسيتها، وهذا التطوير ليس فقط ضماناً للجودة، بل ضرورة للتكيف مع التحولات السريعة في التعليم وسوق العمل.
نعتقد أن ربط مخرجات التعليم بسوق العمل، يشكل محوراً مهماً للغاية، لاسيما أنه يُبرز التحدي الأكبر الذي تواجهه الأنظمة التعليمية في العالم، لسد الفجوة بين ما يتعلمه الطالب، وما يتطلبه سوق الوظائف، في ظل المتغيرات المتوالية، وهنا تعد المبادرات التي تعزز الشراكة مع القطاعات الاقتصادية، خطوة استراتيجية تذيب عراقيل المواءمة بين مكتسبات الطالب من المهارات والمعارف، ومتطلبات سوق العمل.
جلسات «حوار مستقبل التعليم العالي»، خطوة محورية، تعكس التزام الإمارات بتطوير نظام تعليمي متكامل ومرن، ولكن الحوار وحده لا يكفي، النجاح الحقيقي يكمن في القدرة على تنفيذ التوجيهات والتوصيات واستدامتها، والتعليم العالي في الإمارات يمتلك جميع المقومات، ليكون نموذجاً عالمياً، ويبقى الرهان على الإرادة والالتزام بتحقيق هذا الطموح.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق