يستحق برنامج الخدمة الوطنية، هذا البرنامج الرائد والمشروع الوطني المميز الذي صنع التغيير في حياة أبنائنا هذا الاحتفاء.
الخدمة الوطنية كانت فرصة حقيقية لصنع التغيير في حياة كل من نال شرف الانضمام لهذا البرنامج عبر تعزيز الوعي، وهو أمر مهم للغاية في حياة حديثة متطورة نعيشها بفضل قيادتنا الرشيدة، فكان لا بد من جرعات مكثفة في تحمل المسؤولية والإدراك والانضباط الشخصي، والقدرة على التكيف مع العمل الجماعي والإبداع فيه، وتحسين القدرات وتصحيح أي خلل قد يبرز في التعاطي مع الغير، وفهم الكثير من الأمور المحيطة بنا واكتساب المهارات والثقة التي تكون الزاد في رحلة المستقبل.
كانت مشاعر السعادة والفخر تبدو على وجوه أولياء الأمور كل يوم وهم يتابعون هذا التغير والتحسن التدريجي على أبنائهم بل ويثمنون حصولهم على هذه الفرصة الذهبية لينالوا شرف التغيير الجذري في كل تفاصيل حياتهم، بدءاً من التدريب والرياضة والتغذية والصحة والانضباط، مروراً بالوعي الفكري وتحمل المهام العسكرية والمدنية وتعزيز الانتماء بكل ما تعني الكلمة والتحول إلى مواطن إيجابي نافع لبلده ومجتمعه يمارس أعلى درجات المواطنة الصالحة.
تلك الفرص التي وفرها البرنامج لم تقتصر على التدريب العسكري فقط بل انطلقت بأبناء الإمارات إلى فضاءات أوسع وأرحب وبرامج تخصصية وتجارب ميدانية غاية في الأهمية عبر الأدوار التي أوكلت إليهم في دعم العديد من القطاعات الحيوية والمدنية والمشاركة في الفعاليات والتدريب في كثير من الأماكن والاختصاصات.
إضافة إلى ذلك، فإن التأثير المعنوي لهذا البرنامج على أفراد المجتمع كان كبيراً في بث مشاعر الفخر والانتماء والحماس وهم يشاهدون الإقبال على معسكرات التدريب، ويبثون الدعم بكل اشكاله للمنضمين للبرنامج، ويعبرون عن فخرهم بوجود أبنائهم بين هذه النخبة من شباب الوطن الذين تتاح لهم الفرصة للدفاع عن بلادهم وحماية مكتسباتها والمساهمة في جهود البناء والتنمية ويسعون لنيل أقصى استفادة ممكنة من هذا البرنامج.
فعلاً، لقد كان القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية نقطة تحول في مجتمع الإمارات لإعداد أجيال متمكنة ومستعدة للدفاع عن الوطن في أي وقت، وشرف عظيم يناله كل من يلتحق بالبرنامج لأداء الواجب في كافة مواقع العمل الوطني سواء ما يتعلق بحماية الدولة والذود عن حماها أو المساهمة في تعزيز التنمية وزيادة زخمها، لذلك فإن وقفة الولاء واجبة على الجميع، وفرصة لإدراك التغيير الإيجابي الذي وقع، وتقدير الجهود التي بذلت والامتنان لهذا المشروع الرائد.
[email protected]
0 تعليق