على وقع الزخم الذي حافظت عليه آلة الحرب الإسرائيلية التدميرية في غاراتها العنيفة على الضاحية الجنوبية وبيروت ومناطق مختلفة من الجنوب إلى البقاعين الغربي والأوسط، مشهد قاتم يظلل ملف المفاوضات بقرب التوصل الى اتفاق هدنة في غياب أي معلومات دقيقة عن دوافع إحجام المبعوث الأميركي آموس هوكستين عن إعلان أي خطوة إيجابية بعد جولته الأخيرة في بيروت وتل أبيب.
وحدها لغة الحرب تملأ الوقت الضائع في لبنان إلى حين تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب سدة الرئاسة في العشرين من كانون الثاني.
ذروة غير مسبوقة من التصعيد مع دخول العدوان الموسع شهره الثالث، والوقائع الميدانية التي ارتسمت على الأرض في الساعات الماضية عكست انفجار الحرب على جبهات متعددة: عنف وشراسة الغارات على الجنوب
والبقاع والضاحية وعمق بيروت، تعميم مبدأ ارتكاب المجازر في المناطق وتوسع محاور التوغل البري وعمق الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال على أرض الجنوب.
التقدّم "الإسرائيليّ" براً داخل جنوب لبنان وبوتيرة تصاعديّة لا يوحي بأنّ الحرب ستنتهي قريباً.
وما يجري، بحسب مصادر مطلعة على لغة البارود لرؤيا، هو أن الاحتلال يحاول مراكمة مكتسبات خاصة ميدانياً وبالتالي الإستفادة من الوقت المتبقي قبل استلام دونالد ترامب زمام الإدارة الأمريكية.
حزب الله في المقابل رفع مستوى التصعيد وكثف هجماته الصاروخية بأسلحة نوعية وبوتيرة عالية؛ مطلقا يوم الأحد أكثر من مئتين وخمسين صاروخا باتجاه الأراضي المحتلة في رقم قياسي لعملياته.
وهكذا بالجملة طالت صواريخه ومسيراته تل أبيب وحيفا ونهاريا حاملة رسائل مشفّرة بأن الكلمة تبقى للميدان.
مجمل هذه الوقائع تضعها مصادر مطلعة لـ"رؤيا" في خانة التفاوض بقوة النار بين الطرفين لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة في الميدان ومحاولة كل طرف تغليب منطق الانتصار في حال وقف إطلاق النار.
0 تعليق