قدمت مصر تصورا كاملا أعدته القاهرة لاتفاق يفضي إلى وقف الحرب في قطاع غزة، في الوقت الذي يتوجه فيه وفد أمني مصري إلى تل أبيب الخميس.
ويحمل التصور المصري اختلافات طفيفة عن تفاصيل الصفقة التي أُبرمت في لبنان، من بينها أن يكون وقف إطلاق النار مؤقتاً لبلورة تفاصيل اليوم التالي.
وتعتبر مصادر مصرية أن الإعلان يشكل دليلا على التفاؤل بقرب التوصل إلى الاتفاق العتيد، في ظل الدعم الأمريكي الذي تلقته التحركات المصرية المنسقة مع قطر وتركيا، من قِبل إدارتي بايدن وترمب، علما أن تركيا دخلت على خط الوساطة بشكل غير مباشر، من خلال الاتصالات الجارية مع عدد من قادة المقاومة، ولا سيما الذين انتقلوا من الدوحة إلى إسطنبول خلال الأسابيع الماضية، وذلك بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
ويحمل التصور المصري عدة بنود، أبرزها أن تراوح التهدئة بين شهر وشهرين، بالتوازي مع الإفراج عن المحتجزين في غزة تدريجياً، مع إعطاء أولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن يتزامن ذلك مع مناقشات أوسع وأطول زمناً ومن دون ضغوط عسكرية في الميدان.
وبحسب مصادر، سيطلب المسؤولون المصريون منح مهلة لعدة أيام للمقاومة بعد بدء التهدئة، من أجل تقديم كشف تفصيلي بما لديها من أسرى أحياء، لبحث آلية استبدالهم من خلال مفاوضات مكثّفة تنعقد بمشاركة أمريكية.
كما يشمل التصور إعادة معبر رفح إلى العمل بشكل سريع، وفقاً لآلية تضمن إشراف سلطة رام الله عليه، ومتابعة أوروبية لتشغيله، فيما تمنح تل أبيب الحق في الاعتراض على أسماء العابرين إلى الجانب المصري، مع ضمانات مصرية بتحقيق التزام فلسطيني بعدم السماح لحركة حماس بالسيطرة على المعبر أو قطاع غزة خلال الفترة المقبلة.
ويضمن المقترح، خلال فترة التهدئة، تكثيف وتيرة إدخال المساعدات إلى داخل القطاع، بما يشمل المساعدات الطبية، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية التي ستعمل على توفير ظروف إنسانية للفلسطينيين، وإدخال أدوية إلى المحتجزين المرضى.
وبموجب المقترح نفسه، تحتفظ تل أبيب بنقاط تمركزها العسكرية الحالية، سواء في شمال أو جنوب القطاع، مع عدم تنفيذ أي عمليات عسكرية وتجنب الاشتباك، بما يسمح بإعادة تمركز القوات لتكون موجودة في نقاط محددة فقط.
ونوقش التصور المتقدم أمس الأربعاء، في لقاء جمع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، الذي يزور القاهرة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمشاركة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مناقشات مصرية أردنية قطرية جرت أمس الأربعاء، حول المبادرة نفسها، إلى جانب اتصالات جرت مع الجانب الأمريكي، أنتجت مقترحاً حول البدء بهدنة قصيرة لمدة 5 أيام يجري فيها حصر المحتجزين في غزة، على أن يتم خلال هذه الهدنة إدخال مساعدات يومية تصل إلى أكثر من 200 شاحنة متنوعة تزداد فور التوصل إلى اتفاق بشأن جدول تحرير المحتجزين من داخل القطاع.
0 تعليق