لم يكن متوقعًا أن ينفعل بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، على جماهير ليفربول عقب خسارة فريقه بثنائية نظيفة في ملعب أنفيلد، في الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن رفعه لإشارة الستة، لتذكير جماهير "الريدز" بسيطرة السيتي على لقب الدوري في 6 مواسم، أظهر وجهًا جديدًا للمدرب الذي طالما اشتهر ببرودة أعصابه ودبلوماسيته.
الضغط يكسر الأعصاب؟
مانشستر سيتي يمر بفترة عصيبة؛ الخسارة أمام ليفربول كانت الرابعة على التوالي في البريميرليج، وهو أمر لم يسبق لجوارديولا مواجهته منذ انطلاق مسيرته التدريبية عام 2008. الإخفاق في الحفاظ على التقدم بثلاثية نظيفة ضد فينورد في دوري الأبطال ليخرج الفريق بتعادل محبط (3-3) زاد الطين بلة.
وفي موقف أثار الجدل، ظهر جوارديولا بعد المباراة بوجه يحمل آثار خدوش، وعندما سئل عن السبب، أجاب: "أريد إيذاء نفسي"، مما يعكس حالة التوتر الكبيرة التي يعانيها المدرب الإسباني.
مقارنة مع مورينيو
إشارة جوارديولا لجماهير ليفربول ذكرتنا بما كان يفعله البرتغالي جوزيه مورينيو في مواقف مماثلة، عندما لجأ لاستعراض إنجازاته كدروع دفاعية ضد الانتقادات. مورينيو كان دائم الإشارة إلى ألقابه مع تشيلسي أو ريال مدريد كوسيلة لتعزيز هيبته أمام الضغوط، لكن الفرق أن مورينيو أظهر مرونة أكبر وقدرة على تحويل الانكسارات إلى محفزات.
هل يفقد "الفيلسوف" بوصلته؟
لطالما تميز جوارديولا بأسلوبه التحليلي والقدرة على تهدئة الأجواء، لكن الضغوط المتزايدة ربما أخرجت نسخة جديدة منه لم نعتد عليها. هذه التغيرات، خاصة في طريقة تعامله مع الانتقادات، قد تؤثر على صورته أمام جماهير السيتي، الذين اعتادوا الإعجاب برباطة جأشه وقدرته على قلب الموازين.
هل يستطيع النهوض؟
جوارديولا يواجه اختبارًا حقيقيًا؛ الحفاظ على هيمنة السيتي في ظل المنافسة الشرسة ليس بالأمر الهين. الجمهور الآن ينتظر رؤية ما إذا كان المدرب الإسباني قادرًا على تجاوز هذه المرحلة وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، أم أن هذه المرحلة ستضع نهاية لأحد أكثر فصول نجاحاته إثارة.
بين التحول إلى نسخة مورينيو أو استعادة هدوء الفيلسوف، يبقى السؤال: هل يستطيع جوارديولا كتابة فصول جديدة من النجاح وسط العاصفة؟
0 تعليق