حور القاسمي.. تقدير عالمي في مكانه - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشيخة حور بنت سلطان القاسمي الشخصية الأكثر تأثيراً في مجال الفن المعاصر لعام 2024 ضمن قائمة (باور 100) التي تنشرها مجلة (آرت ريفيو). تقدير عالمي ونخبوي تستحقه بجدارة وموضوعية في الاختيار الذي جاء من جانب شخصيات مثقفة في مجالاتها وفي رؤيتها التقييمية للأشخاص الذين يستحقون هذا التكريم الرفيع.
يرتبط اسم الشيخة حور بمؤسسات فنية ثقافية محلية إماراتية وعالمية يأتي في مقدّمتها بينالي الشارقة الذي انطلق في الإمارة في عام 1993، وفي عام 2003 توّلت الشيخة حور إدارة البينالي، وأدخلت إلى ظاهرته الفنية مفاهيم فكرية وفلسفية ذات صلة بعقل الإنسان ووجدانه وطاقته الإبداعية الخلّاقة، والشيخة حور هي من أوائل من كرّسوا ثقافة المقيّم الفني للمعارض والبينالي، وهي بنفسها مقيّمة محترفة في هذا المجال، وتنطلق من تخصصها هذا وفق ثقافتها وتعليمها الأكاديمي وخبرتها وحياتها الإبداعية المتوجهة دائماً إلى الفن وثقافته المعاصرة.
أدخلت الشيخة حور، أيضاً، إلى ظاهرة بينالي الشارقة فكرة العنوان الرئيسي الذي تدور في إطاره أعمال كل دورة من دورات البينالي، وهي صيغة فكرية، وليست مجرد عنوان، إذ ترتبط الأعمال الفنية بالفكرة الرئيسية للبينالي، كأنما هي قاسم مشترك، وعلى سبيل المثال، جاء بينالي الشارقة في دورة 2005 تحت عنوان (الانتماء)، وجاءت دورة 2007 تحت عنوان (طبيعة صامتة.. الفن والبيئة وسياسة التغيير)، في حين جاءت دورة البينالي في العام الماضي 2023 (الدورة الخامسة عشرة) تحت عنوان (التاريخ حاضراً). وهكذا، نرى أن هذه العناوين الرئيسية للبينالي هي في الواقع نتيجة مداولات وحوارات وأفكار عديدة تشارك الشيخة حور في صياغتها وبلورتها الثقافية والفكرية، وصولاً إلى الصورة الإبداعية لكل نسخة من البينالي.
من خلال فكر الشيخة حور التشكيلي والثقافي والجمالي، تراكمت لدينا مفاهيم فنية لم نكن نعرفها في حقيقة الأمر في التسعينات وقبل ذلك في الثمانينات. أصبحنا نعرف دور المقيم الفني في المعارض والبيناليات. أصبحنا، أيضاً، نقرأ العمل الفني في ضوء عنوان الدورة التي يطلقها البينالي، وأخذت الأعمال الفنية المشاركة في البيناليات تُعرض في عدة أماكن وعدة مدن، وارتبط البينالي أيضاً بعروض الأداء والعروض السينمائية والموسيقية، وأصبحنا نتجوّل في رحاب أعمال تركيبية كبرى يمكن أن تنقل من مكان إلى آخر بواسطة إمكانيات ضخمة، وكل هذه الصيغ هي بالفعل مرتبطة بالفكر، وتأمل الإنسان، ورياضته العقلية والروحية.
الشيخة حور شخصية فنية وثقافية حاضرة في العالم، تتابع من كثب التجارب الفنية العالمية، وكيفيات مشاركتها في البينالينات الكبرى، وتضيف إلى خبرتها المحلية ثقافات جديدة بالمشاهدة والقراءة والإصغاء الدقيق للخطابات النقدية الفنية، والفكر المبدع في الشرق والغرب من العالم، إلى جانب المحافظة القصوى على هوية التراث المحلي والثقافة الشعبية المكانية.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق