مع حلول فجر الأحد، قالت المعارضة السورية إنها دخلت دمشق ونجحت في انهاء عصر حكم بشار الأسد لسوريا.
وتوالت الأنباء عن "مصادر مطلعة" أن الدفاعات العسكرية للنظام السوري انهارت بشكل فعلي، في حين نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع أنه يمكن القول إن دمشق سقطت من الناحية العسكرية.
حكم بشار الأسد لسوريا
بعد وفاة باسل الأسد في حادث سيارة عام 1994، قرر حافظ الأسد أن يكون بشار هو الوريث الجديد.
وعلى مدار ست سنوات، بدأ استعدادات انتقال السلطة بشكل دقيق على ثلاثة مستويات، أولاً، تم تعزيز دعم بشار في الأجهزة العسكرية والأمنية، ثانياً، تم بناء صورته العامة وتعريفه أكثر بالجمهور، ثالثاً، بدأ بشار بالتعرف على آليات إدارة البلاد.
بشار الأسد في الجيش السوري
في عام 1994، التحق بشار بالأكاديمية العسكرية في حمص ليؤسس مكانته في الجيش. في 1999، وصل إلى رتبة عقيد في الحرس الجمهوري السوري. ولتعزيز مكانته، تم استبدال كبار الضباط بآخرين من نفس الطائفة ولاؤهم له.
التوسع في الشؤون الخارجية
في 1998، تولى بشار ملف لبنان، وهو الملف الذي كان يشرف عليه عبد الحليم خدام. بفضل تحركاته، استطاع تقوية سلطته في لبنان، حيث نصب إميل لحود رئيسًا للبنان وأضعف حلفاءه السابقين مثل رفيق الحريري.
الأنشطة الداخلية والإصلاحات
بالتوازي مع مسيرته العسكرية، تم منح بشار صلاحيات واسعة لتولي مسؤوليات مدنية، بدأ حملة ضد الفساد، كما أسس جمعية الحاسب الآلي السورية ليعزز صورته كمحدث ومصلح.
ربيع دمشق وما قبل الحرب الأهلية: 2000–2011
بعد وفاة حافظ الأسد في يونيو 2000، تم تعديل الدستور السوري لتخفيض سن الرئاسة إلى 34 عامًا، تم انتخاب بشار في 10 يوليو 2000 بنسبة 99.7% ليبدأ حكمه رسميًا، حيث تولى منصب رئيس الجمهورية، قائد القوات المسلحة، وأمين الحزب.
محاولات الإصلاح في ظل بشار الأسد
مع بداية حكمه، بدأ بشار في تنفيذ بعض الإصلاحات، مثل إصدار عفو عن السجناء السياسيين خلال ربيع دمشق، إلا أن هذه الإصلاحات كانت سطحية بسبب مقاومة "الحرس القديم" في الحكومة.
السياسة الخارجية والتحالفات الإقليمية
خلال السنوات الأولى لحكمه، اتخذ بشار موقفًا صارمًا ضد الغرب، مشيدًا بعلاقاته مع إيران وحزب الله، كما واصل انتقاد الولايات المتحدة وإسرائيل.
اغتيال رفيق الحريري وتدهور العلاقات الإقليمية
في 2005، قُتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وتورطت سوريا في التحقيقات التي أظهرت احتمال مسؤولية مسؤولين سوريين، هذا الحادث أدى إلى تدهور العلاقات بين سوريا والدول الغربية.
اندلاع الاحتجاجات في 2011
في بداية عام 2011، اندلعت احتجاجات شعبية تطالب بالإصلاحات السياسية وإنهاء حالة الطوارئ التي استمرت منذ عام 1963، رغم الوعود بالتحاور، واجهت الاحتجاجات بالقمع العنيف.
العقوبات الدولية وتزايد الضغوط
منذ بداية 2011، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الحكومة السورية، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول، كما أُدين الأسد بسبب القمع الوحشي للمظاهرات.
التدخل الروسي في الأزمة
منذ 2012، بدأت روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التي كانت تهدف إلى فرض عقوبات أو تدخل عسكري ضد الأسد.
في 2014، بدأت القاعدة العلوية لدعم الأسد في التراجع، حيث شهدت سوريا تصاعدًا في الاحتجاجات الداخلية وأدى تراجع الدعم العلوي إلى زيادة انتقادات داخل النظام.
في سبتمبر 2015، بدأت روسيا تدخلاً عسكريًا مباشرًا في سوريا لدعم النظام السوري، بدعم روسي، استعاد الأسد العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، مثل مدينة حلب في 2016.
العلاقات الدولية في ظل الحرب
على الرغم من التحولات السياسية الدولية، بما في ذلك تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة في 2017، حافظ الأسد على علاقات قوية مع روسيا وإيران، في المقابل، تعرض للهجوم من قبل بعض القوى الغربية بعد الهجمات الكيميائية في 2017.
الاستقرار النسبي في بعض المناطق
بحلول 2017، كانت القوات السورية قد استعادت معظم أراضيها من يد المعارضة، لكن الحرب خلفت البلاد في حالة من التدمير الكامل، مع مئات الآلاف من الضحايا وأزمات إنسانية مستمرة.
بشار الأسد استمر في حكم سوريا رغم التحديات الداخلية والخارجية الكبيرة. بعد سلسلة من التوترات مع القوى الغربية، أصبح الدعم الروسي والإيراني ركيزة أساسية في استمراره بالحكم وسط الحرب الأهلية المستمرة.
سقوط الأسد 2024
مع حلول فجر الأحد من كانون أول/ديسمبر، قالت المعارضة إنها دخلت دمشق ونجحت في انهاء عصر حكم بشار الأسد لسوريا.
ونقلت رويترز عن ضابطين كبيرين بالجيش السوري أن الأسد غادر على متن طائرة إلى وجهة لم يكشف عنها.
وقال ضابط سوري لرويترز إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى، وذلك بعد هجوم خاطف شنته المعارضة.
بالتوازي، أكدت مصادر من المعارضة المسلحة للجزيرة، انسحاب ضباط وعناصر النظام من مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان في دمشق.
ومع حلول فجر اليوم الأحد، قالت المعارضة إنها اقتحمت سجن صيدنايا في ريف دمشق ونجحت في تحرير الأسرى لتنهي "عصر الظلم" في هذا السجن، بينما كانت الأنباء تتوالى في وسائل إعلام أميركية عن "مصادر مطلعة" أن الدفاعات العسكرية للنظام السوري انهارت بشكل فعلي، في حين نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع أنه يمكن القول إن دمشق سقطت من الناحية العسكرية.
كما أعلن زعيم تيار المعارضة السوري الرئيسي في الخارج هادي البحرة اليوم الأحد أن دمشق أصبحت الآن "من دون بشار الأسد".
في غضون ذلك، قال القائد العام لإدارة عمليات قوات المعارضة السورية، أحمد الشرع، إن المؤسسات العامة ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميا،، مؤكدا أنه يمنع على قوات المعارضة بدمشق الاقتراب من المؤسسات العامة، وشدد على التقيد بعدم إطلاق الرصاص في الهواء.
وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية.
0 تعليق