أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تأجيل أول هبوط بشري على سطح القمر منذ أكثر من 50 عامًا إلى عام 2027، نظراً لحاجتها لمعالجة مشكلات تقنية تتعلق بسلامة الأجهزة وإعادة تخطيط المهمات المستقبلية.
كما كشفت الوكالة، الخميس الماضي، عن تأجيل مهمة "أرتميس 2"، التي تهدف إلى إرسال طاقم من أربعة أفراد في رحلة حول القمر، إلى أبريل 2026، بزيادة سبعة أشهر عن الموعد المحدد سابقاً.
وتتميز هذه المهمة بمشاركة أول امرأة، وأول شخص من ذوي البشرة الملونة، بالإضافة إلى رائد فضاء غير أمريكي.
التحديات التقنية:
تعاني "ناسا" من مشكلات في درع الحرارة الخاص بمركبة "أوريون"، المصمم لحماية الطاقم عند العودة إلى الغلاف الجوي، بعد انفصال أجزاء منه خلال مهمة تجريبية عام 2022.
وأوضح مدير "ناسا"، بيل نيلسون، أن الوكالة ستجري تعديلات على مسار العودة إلى الأرض وتعمل على تطوير درع جديد للمهمات المستقبلية.
الصاروخ المستخدم في إطلاق المركبة، "نظام الإقلاع الفضائي" (SLS) من تصنيع "بوينغ"، يواجه تأخيرات متكررة، مما يزيد من التحديات التي تواجه البرنامج.
أبعاد سياسية ومنافسة دولية:
يأتي التأجيل وسط منافسة فضائية متزايدة مع الصين، التي تخطط لهبوط البشر على القمر بحلول عام 2030.
وأكد نيلسون أن الموعد المستهدف لعام 2027 يبقى متقدماً على الخطط الصينية.
تغيير الإدارة وتأثيرها:
أثار ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لرائد الفضاء ورجل الأعمال جاريد إسحاقمان لتولي إدارة "ناسا" تساؤلات حول احتمالات تعديل برنامج "أرتميس".
وأكد نيلسون أنه ناقش مع إسحاقمان خطط الوكالة، مشيراً إلى أهمية التعاون مع شركات خاصة مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجن"، اللتين تطوران مركبات هبوط للبرنامج.
التكاليف والجدول الزمني:
تواجه "ناسا" ضغوطاً مالية بسبب تضاعف تكلفة برج الإطلاق الجديد إلى 2.7 مليار دولار، ما يزيد من تعقيد التحديات.
ورغم ذلك، أكد نيلسون أن "ناسا" ملتزمة بتحقيق أهدافها لإعادة البشر إلى سطح القمر خلال العقد الجاري.
0 تعليق