أصبحت دولة الإمارات واحدة من الدول الرائدة في مجال الفضاء في السنوات الأخيرة، حيث استثمرت بشكل كبير في تطوير برامجها الفضائية. هذا الاهتمام المتزايد يعود إلى رؤية القيادة الإماراتية التي تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية وتوفير فرص جديدة للتقدم العلمي والتكنولوجي.
عندما نتحدث عن بداية رحلة الإمارات في الفضاء، نسترجع تاريخ إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء في عام 2014، الذي يهدف إلى تطوير قدرات الدولة في مجالات الفضاء والبحث العلمي. ومن أبرز إنجازات هذا البرنامج إطلاق مسبار الأمل في يوليو/تموز 2020، الذي يعد أول مسبار عربي يصل إلى كوكب المريخ. تعتبر مهمة مسبار الأمل إنجازاً تاريخياً ليس فقط للإمارات، بل للعالم العربي بأسره، حيث يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الطموحات العلمية والتكنولوجية في المنطقة. وقد نجح المسبار في الوصول إلى مداره حول المريخ في فبراير/شباط 2021، ما جعله واحداً من ثلاثة مسبارات فقط تعمل حول الكوكب في ذلك الوقت. كما أرسلت الإمارات هزاع المنصوري أول رائد إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2019، في خطوة تاريخية تعكس التزام الدولة بتعزيز التعليم والبحث العلمي في مجالات الفضاء وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا القطاع.
وترأس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى للفضاء، الاجتماع الأول للمجلس الذي عقد منذ أيام قليلة. واطلع سموه على كل الإنجازات الاقتصادية لقطاع الفضاء الوطني على مدار سنواته الماضية وقال: «يشهد قطاع الفضاء الوطني تطوراً مستمراً، ونحن فخورون بمسيرتنا والإنجازات الاستثنائية التي حققناها على مدار السنوات الماضية التي تشكل اليوم ركيزة أساسية للابتكار والتقدم العلمي في دولة الإمارات، لدينا اليوم 5 مشاريع وطنية لاستكشاف الفضاء وهدفنا في المرحلة المقبلة توفير المزيد من الدعم للقطاع من خلال تعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص بما يسهم في دفع عجلة الابتكار وتحقيق تطلعاتنا المستقبلية خلال الأعوام المقبلة».
وتعمل الإمارات على تطوير مشاريع فضائية أخرى، مثل مشروع مدينة المريخ العلمية، الذي يهدف إلى إنشاء بيئة مشابهة لبيئة المريخ على الأرض، ما يتيح للعلماء والباحثين دراسة كيفية العيش والعمل على الكوكب الأحمر. هذا المشروع يعكس التوجه الإماراتي نحو الابتكار واستكشاف الفضاء بشكل مستدام.
وتعتبر الشراكات الدولية جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات في مجال الفضاء، حيث تتعاون مع وكالات فضاء عالمية مثل وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية. هذه الشراكات تساعد في تبادل المعرفة والخبرات وتعزز من قدرة الإمارات على تحقيق أهدافها الفضائية.
استطاعت الإمارات أن تضع نفسها على خريطة الفضاء العالمية من خلال استثماراتها في التكنولوجيا والبحث العلمي. وتسعى الدولة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال، ما يعكس رؤيتها الطموحة نحو المستقبل واستعدادها لاستكشاف آفاق جديدة في الفضاء.