في قضية مثيرة، تنظر غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في واحدة من أخطر العصابات الإجرامية، بعد انتهاء التحقيقات معها، لارتكابها جرائم قتل وتعذيب وحشي لعدد من الضحايا، الذين يمتهنون النقل باستعمال تطبيق شهير للنقل الذكي.
وشاركت في الأبحاث في هذه القضية، بحسب يومية الصباح، فرق أمنية ودركية، هي فرقة الشرطة القضائية لتمارة، ودرك عين عتيق وتمارة والمنصورية وبوزنيقة وبنسليمان وسيدي بطاش والصخيرات، وأمن القنيطرة والرباط.
ووفق الصباح، فقد وجه قاضي التحقيق لثلاثة متهمين جرائم مرتبطة بإخفاء المسروق وشرائه وتغيير معالم سيارات وتحريف وقائع، في حين اضطر إلى تكييف جرائم المتابعة لستة فاعلين إلى جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولته باستعمال التعذيب، وارتكاب أعمال وحشية، وتكوين عصابة إجرامية، والسرقة المقرونة بأكثر من ظرف تشديد، والاحتجاز والاختطاف والضرب والجرح العمديين باستعمال السلاح المؤديين إلى عاهة.
وأثناء الاستماع إلى الضحايا، قال الأول أنه انتقل من الرباط إلى شارع الجيش الملكي بتمارة، بعد المناداة عليه عبر التطبيق سالف الذكر، ليطلب منه المتهمون نقلهم نحو الصخيرات ومن تم التوقف بعد وصولهم إلى سوق أربعاء عين عتيق، حيث ارتمى واحد على مفتاح السيارة والثاني رشه بغاز مسيل للدموع، وبعدها كبلوه ووضعوه بصندوق السيارة ورموه بدوار العطاوية ببوزنيقة بمنطقة خالية غير بعيدة عن قنطرة في طور البناء، ثم لاذوا بالفرار بسيارته من نوع “كولف”.
وبالطريقة نفسها، سقط الضحية الثاني في شباك العصابة بعد الاتصال به عبر “واتساب” من خلال الولوج إلى التطبيق سالف الذكر، بعدما استقبله عنصران منها بتمارة واستدرجاه نحو طريق الصخيرات، ليعملا على سلبه مفتاح السيارة ووضعه بالصندوق الخلفي، وكان الثالث ينتظرهما بسوق أربعاء عين اعتيق حيث أنزلوه بالقوة بعد شل حركته.
وأوردت اليومية ذاتها، أن أن الضحية الثالث استقطب بالطريقة نفسها وطلبوا منه نقلهم نحو بوزنيقة، ليعمدوا فور وصولهم إلى منطقة خالية، إلى الاعتداء عليه بالضرب والجرح إلى أن فقد توازنه وبعدها لاذوا بالفرار بواسطة سيارته تاركين إياه وسط بركة من الدماء. واستنجد الضحية بحارس ليلي ربط الاتصال بدرك بوزنيقة، وبعدها نقل لمستشفى الاختصاصات بالرباط ليحصل على شهادة طبية مدتها 60 يوما من العجز البدني.
أما الضحية الرابع، فقد اتفقوا معه على اللقاء بالهرهورة، وطلبوا منه نقلهم نحو بوزنيقة، وبعد اقترابهم منها اعتدوا عليه بطريقة وحشية وسلبوه هاتفه وبطاقة السحب الأوتوماتيكي وكبلوه بحبل لاصق “شريط”، في حين استدرج الضحية الخامس إلى “تامسنا”،
وطلبوا منه التوجه بهم نحو بوزنيقة وبمكان خال، استولوا على مفتاح سيارته ووضعوه بالكراسي الخلفية وسلبوه 500 درهم وبطاقة السحب الأوتوماتيكي لكنه منحهم رقم قن خاطئا، وربط الاتصال بالوقاية المدنية التي نقلته إلى مستشفى بوزنيقة،
واتصلوا بالضحية السادس بتمارة لنقلهم نحو الهرهورة وبعد وصولهم إلى محيط المركب الرياضي مولاي عبد الله، طلبوا منه التوقف من أجل تبول واحد منهم، فرشوه بمسحوق أبيض وأخذوا بخناقه بحزام السلامة، وبعدها كبلوه ووضعوه في الصندوق الخلفي وأجبروه على تحويل أمواله انطلاقا من هاتفه إلى أحد الحسابات البنكية.
كما تم اختطاف شرطي يشتغل بالقنيطرة، بعدما حملوه من عين اعتيق وبعدها استولوا منه على بطاقة السحب الأوتوماتيكي وشارته المهنية، وأكد رجل الأمن واقعة اختطافه والاعتداء عليه بالضرب والجرح وسرقة هاتفه، وجرى رميه بمنطقة غابوية بمحيط الصخيرات، وأعادوا له الشارة المهنية.
لكن المثير في النازلة، بحسب اليومية، وصول الضابطة القضائية إلى هويات بعضهم، وشاركت فرقة محاربة العصابات بولاية أمن الرباط في فك خيوط وشفرات العصابة، ليتم رصد عضوين بها داخل شقة بالصخيرات وجرت المداهمة، بالتنسيق مع مصالح دركية وأمنية.
ومن بين المحجوزات شارات خاصة بالمكتب الشريف للفوسفاط، ليفطن بال المحققين إلى العثور على جثة بين “تامسنا” وسيدي بطاش لعامل بالمجمع الشريف بخريبكة، وبعدها تبين أنهم وراء تصفيته ورميه بمحيط شجيرات بغابة بالمنطقة، ليتم استدعاء زوجة الهالك، التي كانت بمخيم للمصطافين الخاص بالمجمع بالجديدة، وتعرفت عليه بسهولة رغم وجوده في حالة من التحلل وآثار التعذيب عليه، كما أكدت أنه كان يشتغل بتطبيق شهير للنقل الذكي.
0 تعليق