احتفالات بهيجة بشوارع الحسيمة إحياء للسنة الأمازيغية الجديدة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

انطلقت، مساء الأحد، بمدينة الحسيمة، احتفالات بهيجة ومتنوعة إحياء للسنة الأمازيغية الجديدة 2975، وذلك في إطار الدورة التاسعة لقافلة التراث الثقافي اللامادي، الرامية لتعزيز التراث الأمازيغي كمكون أساسي من مكونات الهوية المغربية.
وعرفت هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بمبادرة من الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وعمالة إقليم الحسيمة والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي للحسيمة وجمعيات المجتمع المدني المحلي، افتتاح معرض للصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية، بحضور عامل عمالة إقليم الحسيمة، حسن زيتوني، والكاتب العام للعمالة، إدريس دكوج، والسلطات المحلية وممثلي المصالح اللاممركزة.
ويضم المعرض، المنظم بشراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، حوالي 26 رواقا لعرض المنتوجات المجالية الفلاحية والصناعة التقليدية المتخصصة في المنتوج الأمازيغي، فضلا عن خيمة لتذوق الأطعمة والأكلات الريفية الأمازيغية المعروفة بالمنطقة.
كما شكلت التظاهرة مناسبة لإبراز تقاليد العرس الريفي وما يحمله من جمالية في اللباس والأداء الموسيقي المرافق لموكب العروس، وتنظيم كرنفال تقليدي مصحوب بقطار سياحي جاب شوارع المدينة بمظهر متناسق للنساء والأطفال والرجال بالألبسة التقليدية الأمازيغية على إيقاع رقصات وأهازيج، أضفت على التظاهرة طابعا من الفرجة والمتعة لجمهور الحسيمة وللزائرين، وكذا للأطفال المشاركين منهم أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في هذا السياق، أبرزت رئيسة الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي، نجيمة طايطاي غزالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تثمين وحماية التراث اللامادي الأمازيغي الريفي، الذي يشكل رافدا من روافد الهوية الوطنية.
وأضافت أن هذه القافلة، التي سبق لها أن نظمت دوراتها بمجموعة من المدن، تأتي في سياق استراتيجي يهدف إلى إبراز الغنى الثقافي للمنطقة الريفية وتوثيق موروثها اللامادي الفردي، بما يشمله من تقاليد شفهية وممارسات اجتماعية وطقوس واحتفالات ومعارف وممارسات ومهارات مرتبطة بالحرف التقليدية، مبرزة أن هذا التراث الذي تناقلته الأجيال عبر قرون يشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للمجتمع الريفي الأمازيغي.
كما تابعت أن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل توصيات النموذج التنموي الجديد الرامية إلى تثمين الرأسمال اللامادي للمملكة، باعتباره محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، مشددة على أهمية التراث الثقافي اللامادي وما يشكله من ثروة وطنية تساهم إسهاما كبيرا في مجالات متنوعة.
وثمنت المتحدثة عاليا القرار التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها، مشيرة إلى أنه قرار يأتي ليؤكد مرة أخرى على المكانة المتميزة التي تحظى بها الثقافة الأمازيغية في النسيج الوطني المغربي، وليعزز مسار ترسيخ وإدماج اللغة والثقافة الأمازيغيتين في مختلف مناحي الحياة العامة.
ولم تخل احتفالات هذه التظاهرة من تكريم المرأة الأمازيغية، حيث ابتكرت الأكاديمية الدولية شخصية “ماسا نتمازيرت” لتترسخ في الذاكرة الشعبية، وهي شخصية ترمز لأمنا الأرض التي تجسد رمز الخير والعطاء والخصوبة والنماء والمحبة والوفاء والسلام، فهي شخصية أيضا تمثل العلاقة التكاملية العميقة بين المرأة والأرض، متجاوزة البعد المادي إلى أبعاد روحية وثقافية متجذرة في التاريخ والتراث المغربي.
وتتواصل هذه التظاهرة بأنشطة متنوعة تضم ورشات للأطفال وزيارات، وندوة حول “النموذج التنموي الجديد في خدمة الأمازيغية”، ومائدة لتذوق المأكولات الأمازيغية للضيوف والعموم، فضلا عن سهرة ختامية يوم 13 يناير الجاري مع فرق فلكلورية محلية ومجموعة من الفنانين، وإطلاق شهب نارية احتفاء برأس السنة الأمازيغية “أسكاس أماينو”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق