مملكة البحرين وسلطنة عُمان تتشاركان التاريخ العريق ورؤى التنمية والتقدم - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

خاص- (بنا)


المنامة في 13 يناير/ بنا / يغادر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أرض الوطن بحفظ الله ورعايته يوم غد الثلاثاء متوجهًا إلى سلطنة عُمان الشقيقة في (زيارة دولة) تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عُمان الشقيقة، حيث يجري جلالة الملك المعظم مباحثات مع جلالة سلطان سلطنة عُمان تتناول العلاقات التاريخية المتميزة في ظل أواصر الأخوة ووشائج القربى والمحبة والصلات المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، إضافة إلى بحث الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


وتأتي (زيارة دولة) التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم لسلطنة عُمان الشقيقة، في إطار الزيارات الأخوية المتبادلة بين العاهلين، حفظهما الله ورعاهما، بما يعكس حرص الجانبين على الارتقاء بها وبمستوى العلاقات الثنائية الراسخة بين المملكة والسلطنة والدفع بها لآفاقٍ أرحب على المستويات كافة، والتي عكستها الزيارة التاريخية الأولى التي قام بها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عُمان الشقيقة حفظه الله لمملكة البحرين في أكتوبر 2022م تلبية لدعوة كريمة من جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وكانت بمثابة انطلاقة جديدة لمسارات التعاون الثنائي، وتُوجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة للتعاون طويل الأمد، اعتُبرت الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، في حصادٍ ثمينٍ لهذه الزيارة التاريخية المهمة.


مسارات أعمق للتعاون المشترك بين البحرين وعُمان


وتشهد العلاقات البحرينية العمانية في السنوات الأخيرة، تطورًا ملحوظًا بهدف توحيد الرؤى ووجهات النظر حيال القضايا والملفات الاستراتيجية، والدفع بآليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والاجتماعية وغيرها من المجالات الحيوية، بفضل التوجيهات السامية والرعاية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان سلطنة عمان حفظهما الله ورعاهما.


وفي سبيل تحقيق تلك الأهداف وتعزيزًا لهذا التعاون المتميز، يأتي الدوري المحوري الشامل الذي تلعبه اللجنة الوزارية المشتركة بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان التي جرى تأسيسها عام 1992، لتفعيل كافة المبادرات والمقترحات المتبادلة بين حكومتي البلدين الشقيقين، وتأطيرها في حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج العمل المشتركة التي تشمل مختلف القطاعات الهامة. حيث عكست مخرجات اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، وعلى مدار دوراتها الثماني، ثمار الجهود السياسية والدبلوماسية الحثيثة، بما يتناسب مع خصوصية وتميز العلاقات الأخوية الثنائية العريقة، ويسهم في تأكيد الأهداف السامية المشتركة لدعم وتعزيز منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعمل العربي المشترك.


كما يقوم كل من "مجلس الأعمال المُشترك" بين غرفة تجارة وصناعة البلدين، وأيضًا "جمعية الصداقة البحرينية العُمانية"، بأدوار تنسيقية تكاملية، لتعزيز التعاون الثنائي بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان الشقيقة، والعمل على استدامته وتطويره، بما يلبي الطموحات المشتركة المستهدفة في الرؤيتين المستقبليتين لمملكة البحرين وسلطنة عمان، وبما يحقق أهداف التنمية المستدامة، وتوظيف عوامل النهضة والاستقرار لشعبيهما الشقيقين.


علاقات ممتدة بين دلمون ومجان


وبالحديث عن مستوى العلاقات المتميز والاستثنائي بين مملكة البحرين وشقيقتها سلطنة عُمان، لا يمكن إغفال التاريخ الحضاري العريق الذي جمع البلدين الشقيقين قبل آلاف السنين، حيث كانت البحرين آنذاك مهدًا لحضارة "دلمون"، بينما نشأت في عُمان حضارة "مَجان"، واللتين كان لهما أثرهما الكبير في تشكيل تاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية، وأيضًا عبر التفاعل مع الحضارات الإنسانية التي نشأت في العديد من الدول الإقليمية.


وقد كان للبحر قصة تروى للعلاقات البحرينية العمانية، عبر علاقات التبادل التجاري بين الشعبين الشقيقين، وتكونت قاعدة صلبة لهذه العلاقات، والتي حرص على تواصل مساراتها الآباء والأجداد، والدفع بها قدمًا وصولًا إلى ما تتميز به اليوم هذه العلاقات من تقدم ونمو وازدهار.


نهضة عُمانية مستدامة في عهد السلطان هيثم بن طارق


حققت سلطنة عُمان الشقيقة في السنوات الأخيرة، منجزات تنموية متسارعة في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، الذي أخذ على عاتقه استكمال مسيرة البناء وتحقيق أهداف النهضة المتجدّدة للمواطن العُماني في مختلف مجالات الحياة.


وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ومنذ أن تولّى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، حقّقت سلطنة عُمان الشقيقة قفزات نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعسكرية، إذ أطلقت السلطنة مشروع رؤية عُمان 2040، مطلع 2021، لتنفيذها على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها بانطلاق خطّة التنمية الخمسية العاشرة (2021-2025)، التي تُحقّق تطلّعات البلاد التنموية، الأمر الذي عزّز من إمكانات السلطنة، ورسّخ مكانتها كدولة عصرية تتمتع بالاستقرار والنمو.


كما تمكنت سلطنة عُمان وبفضل السياسات الاقتصادية الملهمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله، من تحقيق نتائج إيجابية في عدد من المؤشرات المالية والاقتصادية والنقدية ومؤشرات التنافسية العالمية شملت مجالات التعليم والتكنولوجيا وتحفيز الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وغير النفطية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة في الوصول إلى الحياد الكربوني، والحفاظ على البيئة ومواجهة تحديات المتغيرات المناخية.


إن مملكة البحرين وسلطنة عُمان الشقيقة وهما تسعيان للوصول إلى أعلى مستويات التعاون والشراكة الاستراتيجية، تؤكدان دوماً أن ما جمع بينهما من تاريخ وتراث وحاضر مشترك مزهر، ما هو إلا لبنة صلبة لمستقبل أكثر تقاربًا وقوة، تشهد معه علاقات التعاون أرفع مستوياتها، في ظل رؤى وتوجيهات قيادتي البلدين لكل ما فيه خير وصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين.

من: هند كرم
ع.ب.ع, خ.س, A.J

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق