2025-01-22T16:42:29+00:00
Enable Reading Mode
A- A A+
شفق نيوز/ وجهت امرأة فرنسية، وقعت ضحية محتالين أوهموها بأنهم الممثل الأميركي براد بيت، شكوكها نحو نيجيريا، وهي دولة في غرب إفريقيا تُعرف بإيوائها الكثير من المطلوبين في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.
وغالبا ما يؤتى على ذكر هذه الدولة الأكثر تعدادا بالسكان في إفريقيا، منذ سنوات بوصفها ملاذا لمرتكبي عمليات النصب عبر الإنترنت، خصوصا في ما يتعلق بعمليات الاحتيال "العاطفي". ويُعرف هؤلاء في اللغة العامية المحلية باسم "فتيان ياهو" ("Yahoo Boys").
وقد زاد تأثير المحتالين عبر الإنترنت في الثقافة الشعبية منذ أن أصدر نجم موسيقى الأفروبيت أولو ماينتاين أغنية "ياهوز" ("Yahooze") في عام 2007، وهي أغنية تمدح بهؤلاء المحتالين الافتراضيين.
محتالو 419
كما حظيت أغنيات نيجيرية كثيرة تتطرق إلى المحتالين الإلكترونيين، المعروفين أيضا محليا باسم "419" في إشارة إلى قانون العقوبات النيجيري المتعلق بالاحتيال، بشعبية كبيرة.
لكن قضية المرأة الفرنسية، التي تصدرت عناوين الأخبار، تبيّن لجوء المحتالين النيجيريين إلى تقنيات جديدة لخداع ضحاياهم.
وخدع المحتالون الضحية، التي عرّفت عنها قناة "تي اف 1" (TF1) الفرنسية باسم آن (53 عاما)، وأوهموها بأنها نسجت علاقة عاطفية مع النجم الهوليوودي البالغ 61 عاما، باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وبدأ "اصطياد" آن في هذه العملية الاحتيالية عبر إنستغرام من جانب شخص ادعى أنه والدة براد بيت، بعد أن شاركت صورا لها وهي تتزلج في الجبال الفرنسية.
براد مريض
وزعم المحتالون أن الممثل كان في حاجة ماسة إلى المال لدفع تكاليف علاج الكلى، قائلين إن حساباته المصرفية مجمّدة بسبب إجراءات الطلاق المستمرة مع زوجته السابقة أنجلينا جولي.
وبحسب محامية آن، لورين هانا، فقد خسرت موكلتها 830 ألف يورو (850 ألف دولار).
واستعانت آن ومحاميتها بمروان وراب، مؤسس موقع "فايند ماي سكامر" FindmyScammer.com المتخصص في خدمات التحقيق الرقمي، لمحاولة العثور على المحتالين، وفق ما كتبت المحامية عبر منصة إكس.
وذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية نقلا عن وراب، أن المحتالين - وهم ثلاثة رجال في العشرينات من العمر - موجودون في نيجيريا.
وأفادت لجنة الجرائم الاقتصادية والمالية، وهي هيئة مكافحة الفساد النيجيرية، بأنها لا تستطيع بدء تحقيق إلا إذا قُدمت شكوى إليها.
وقال الناطق باسم اللجنة ديلي أويوالي لوكالة فرانس برس "هذه شكوى تمنح اللجنة صلاحية التصرف".
في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حكمت محكمة أميركية على رامون عباس، وهو محتال نيجيري كان يتمتع بشعبية بين السياسيين والمشاهير، بالسجن 135 شهرا وأمرته بدفع 1,73مليون دولار كتعويض لضحيتين من ضحايا الاحتيال.
"أداة جديدة"
وقال خبير الجرائم الإلكترونية تيموثي أفيلي لوكالة فرانس برس إن الذكاء الاصطناعي يشكل "أداة جديدة لجريمة قديمة".
وأشار إلى أن "استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق" من شأنه أن "يمحو التقدم الهائل الذي حُقق ويعيدنا أكثر من 20 عاما إلى الوراء" في الحرب ضد هؤلاء المجرمين.
في تموز/يوليو الماضي، حذفت مجموعة ميتا، الشركة الأم لإنستغرام وفيسبوك، 63 ألف حساب على إنستغرام مرتبط بعمليات احتيال وابتزاز جنسي في نيجيريا.
في حالات الابتزاز الجنسي، يتم إقناع الشباب أو المراهقين بإرسال صور فاضحة إلى محتالين يتظاهرون بأنهم نساء شابات، ليعمدوا بعد ذلك إلى ابتزازهم بها.
بعد شهرين تقريبا من قرار ميتا، حُكم على شقيقين نيجيريين، هما صموئيل وسامسون أوجوشي، 24 عاما و21 عاما، بالسجن 210 أشهر لكل منهما لإدانتهما بممارسة "الاستغلال الجنسي والابتزاز في حق أكثر من 100 ضحية"، بما في ذلك 11 قاصرا.
نقاط الضعف السيبراني
وقال أفيلي إن "عصابات الجريمة السيبرانية الأجنبية" تستغل أيضا نقاط الضعف في نيجيريا في أنظمة الأمن السيبراني وتجدها "مكانا مربحا لإنشاء مراكز عملياتها".
ولفت أويوالي من هيئة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إلى أن الوكالة مستعدة "للتصدي لجميع الجرائم الناشئة، بما يشمل تلك القائمة على الذكاء الاصطناعي".
وفي الشهر الماضي، قالت لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إنها ألقت القبض على 792 مشتبها بهم في عملية واحدة في منطقة جزيرة فيكتوريا الثرية في لاغوس، العاصمة التجارية لنيجيريا.
وأوضحت الوكالة أن 192 على الأقل من المشتبه بهم من الرعايا الأجانب، بينهم 148 صينيا.
وقال الناطق باسم لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إن العصابات الأجنبية جندت شركاء نيجيريين للبحث عن ضحايا عبر الإنترنت من خلال التصيد الاحتيالي، مستهدفة بشكل رئيسي الأميركيين والكنديين والمكسيكيين والأوروبيين.
0 تعليق