مهرجان مراكش الدولي للحكاية .. المدينة والحكي في صلب تفكير عالمي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

شكل موضوع “المدينة والحكاية” محور مؤتمر ن ظم، اليوم الأربعاء بالمدينة الحمراء، في إطار فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مراكش الدولي للحكاية (19 -26 يناير الجاري).
وخلال هذا المؤتمر الذي حاول مقاربة العلاقة بين التمدن والتراث الشفهي، استكشف حكواتيون مشهورون عالميا كيف تؤثر المدن، بحيويتها وتنوعها، على السرد وصناعة حكايات خالدة.
وتناول المشاركون موضوعات متنوعة، بدءا من رمزية الأماكن الحضرية في الحكايات إلى تطور السرديات عبر الأجيال. وكانت أجواء مراكش الساحرة، بشوارعها المفعمة بالحيوية وساحاتها النابضة بالحياة، بمثابة الخلفية المثالية لتجسيد نقاش امتزج فيه الواقع والخيال بانسجام.
وأكدت الحكواتية الإيرلندية، ليز وير، المنبهرة بطاقة مراكش، أن كل زقاق من أزقة المدينة الحمراء تسرد حكاية، قائلة “تذكرني مراكش بأن القصة يمكن أن تولد حتى من أصغر تفاصيل الحياة اليومية، وهذه العفوية هي التي تجعل القصة عالمية وحيوية اليوم”.
كما شاركت الحكواتية حكاية طرفة مؤثرة مفادها أنه في مدينة صغيرة في إيرلندا، تمكنت حكاية من كسر حاجز الصمت بين جيلين، مؤكدة على القوة الجامعة للسرد.
من جانبه، وصف الحكواتي والمحاضر الإنجليزي، جون رو، المدن بأنها “فسيفساء حية”، قائلا إن “المدن عبارة عن فسيفساء من الحياة والأصوات والألغاز. في مراكش، يصبح صدى الخطى على الأرصفة أو همهمة التجار قصصا بحد ذاتها. الحكايات، مثل المدن، حية. إنها تتطور وتتكيف وتوحد أصواتا متعددة”.
وضمن مقاربة شعرية، قارن السيد رو، جامع الفنا بـ”كتاب لا نهاية له، حيث تختفي كل صفحة مكتوبة لإفساح المجال لصفحة جديدة”.
واختتم المؤتمر بدعوة حيوية من الحكواتيين للحفاظ على التراث الشفهي في مواجهة التغيرات في العالم المعاصر، مع التأكيد على أن “سرد القصص، قبل كل شيء، يسمح لنا بإعادة بناء الجسور بين القلوب والأزمنة”.
وتسعى هذه التظاهرة المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من المقهى الدولي للحكايات واتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، إلى تجسيد الجوهر الحسي والثقافي والروحي لمراكش، وإبراز التراث الحكواتي الغني للمدينة الحمراء وتعزيز مكانة مراكش كعاصمة للحكاية في العالم، تجذب السياح الثقافيين والعمل على تقوية الحوار بين مختلف الشعوب.
وتركز دورة هذه السنة، المنظمة إلى غاية 26 يناير الجاري تحت شعار “موسم الحكايات – حكايات البهجة”، على إدراج الراويات في عالم الحكايات، وتعزيز السلام من خلال الحكي، وترويج الثقافة المغربية على الساحة العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق