القطب الشمالي في خطر - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

«ذا إيكونوميك تايمز»

تواجه آخر منطقة جليدية في القطب الشمالي، التي تعد موطناً حيوياً للأنواع التي تعتمد على الجليد، تهديداً وشيكاً بالاختفاء خلال العقد المقبل. وألقت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ماكجيل الكندية، باستخدام نموذج عالي الدقة، الضوء على المسار المثير للقلق لهذه المنطقة الحيوية.
ومن المتوقع أن يصبح المحيط المتجمد الشمالي المركزي، وهو مساحة جليدية مرنة تاريخياً، خالياً من الجليد خلال أشهر الصيف بحلول منتصف القرن. ويشكّل هذا التحول الذي يحركه تغير المناخ المتصاعد خطراً جسيماً على منطقة الجليد الأخيرة والنظم البيئية الحساسة التي تدعمها.
تعد منطقة الجليد الأخيرة ملاذاً للعديد من الأنواع التي تعتمد على وجود الجليد البحري للبقاء. من الدببة القطبية إلى الفقمة والطيور البحرية المختلفة، تتشابك هذه المخلوقات المعتمدة على الجليد بشكل معقد مع نسيج هذه البيئة الفريدة.
ومع تراجع الجليد وتناقص كثافته تواجه هذه الأنواع تحديات غير مسبوقة في العثور على الغذاء، ومناطق التكاثر، والملاذات الآمنة. ويؤدي اختلال هذا التوازن الدقيق إلى عواقب بعيدة المدى ليس فقط على الحياة البرية التي تسكن المنطقة، بل أيضاً على النظام البيئي العالمي ككل.
وبحسب الدراسة، فإن المحيط المتجمد الشمالي في طريقه إلى فقدان غطائه الجليدي الصيفي، وهو التطور الذي يؤدي إلى كارثة بالنسبة لمنطقة الجليد الأخيرة، فالمعدل المتسارع لذوبان الجليد، والذي تفاقم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير التيارات المحيطية، يدفع هذا النظام البيئي الهش إلى حافة الانهيار.
ونظراً للتهديد الوشيك الذي تواجهه منطقة الجليد الأخيرة فإن هناك حاجة ملحة إلى بذل جهود حفظ عاجلة لحماية هذه المنطقة الحيوية والأنواع التي تعيش فيها. وتشكل المبادرات التعاونية التي تشمل الحكومات والمنظمات العلمية والمجتمعات المحلية ضرورة أساسية للتخفيف من تأثير تغير المناخ على النظام البيئي في القطب الشمالي.
ومن خلال تنفيذ الممارسات المستدامة، وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وإنشاء مناطق محمية، يمكننا العمل على الحفاظ على آخر منطقة جليدية للأجيال القادمة. والآن هو الوقت المناسب للتحرك، قبل فوات الأوان لعكس الضرر الذي لحق بالفعل بهذه البيئة الهشة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق