سلط المشاركون في مائدة مستديرة نظمت، اليوم الجمعة بمراكش، في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي، الضوء على دور الأدب باعتباره رافعة أساسية لبناء الروابط الإنسانية.
وجمع اللقاء الذي نظم تحت شعار “كتابة الروابط” ثلة من الكتاب والفنانين والروائيين الذين ناقشوا عددا من القضايا، لاسيما الدور الذي تضطلع به الرواية في بناء الجسور بين مختلف الأجيال والثقافات.
وقال الكاتب والرسام المغربي، ماحي بنبين، الذي تعكس أعماله المتميزة قدرة الأدب على تجاوز الحدود وإقامة روابط عميقة بين الأفراد، إنه من خلال قصصه، شارك تأملات عميقة حول الأدب باعتباره وسيلة للذاكرة والتواصل الإنساني.
ويسعى الكاتب من خلال رواياته إلى إعطاء صوت للمنسيين وربط شظايا الماضي المؤلم أحيانا، معتبرا أن الأدب هو قبل كل شيء فعل نقل ووسيلة لبناء الجسور بين التاريخ الفردي والجماعي.
من جانبها، أكدت الكاتبة التوغولية، رافاييل ريد، على دور الأدب كمساحة لتبادل التجارب الحميمية والجماعية، مشيرة إلى أن الروايات تساعد على كسر الصمت الذي فرضه الماضي.
وشددت، في هذا الصدد، على أن القراءة والكتابة هما وسيلتان لبناء الجسور بين الأفراد، بعيدا عن الحدود الثقافية والجغرافية.
من جانبه، أشار الخبير السياسي المغربي، رشيد بنزين، إلى أن الأدب أداة أساسية لنقل المعارف بين الأجيال، مؤكدا أن السرد الأدبي يساعد على ترسيخ المجتمع في استمرارية تاريخية وثقافية.
وشدد السيد بنزين، أيضا، على الحاجة الملحة إلى نقل الذاكرة من خلال الأدب، موضحا أن هذا الأخير عنصر أساسي لتأسيس هوية جماعية.
ويروم مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين. ويتيح للجمهور من مختلف الأعمار، المشاركة في فعالياته والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي أضحت حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي والفني بإفريقيا من خلال إبراز ثراء أدبها وفنونها.
كما يسعى المهرجان، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains)، إلى تشجيع الثقافة والكتابة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الفن.
0 تعليق