رسوم المواصلات المدرسية ترهق الجيوب وتفاقم الازدحام - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: ميثا الآنسي

مع بداية كل صباح دراسي ومع انتهاء الدوام، تزدحم الشوارع أمام المدارس بالسيارات، مستهلكة وقت وجهد أولياء الأمور.
مشهد الازدحام المروري أمام المدارس لم يعد مجرد مشكلة موسمية، بل قضية تتطلب الحلول، والبحث عن السبب المباشر. 
ارتفاع رسوم حافلات المدارس يعتبره كثيرون سبباً مباشراً؛ حيث يلجأ غالبية أولياء الأمور إلى توصيل أبنائهم من والى المدارس، لتوفير رسوم الحافلات التي تصل إلى 5 آلاف درهم للطالب الواحد، وعليه فإن من لديه 3 طلاب مضطر إلى دفع 15 ألف درهم سنوياً كرسوم مواصلات مدرسية.
خلال السنوات الأخيرة، لجأت العديد من المدارس إلى رفع تكاليف النقل المدرسي بشكل ملحوظ، مبررة ذلك بزيادة تكاليف التشغيل والصيانة، ومع ذلك، انعكست هذه الخطوة بشكل مباشر على الأسر، حيث وجد كثير من أولياء الأمور أنفسهم غير قادرين على تحمل هذه الرسوم المرتفعة، إلى جانب الوقت الطويل الذي يمضيه الطالب في الحافلة المدرسية وذلك بحدود ساعة صباحاً وساعة في طريق العودة مساء، ما دفع أولياء الأمور إلى التخلي عن خدمات الحافلات المدرسية وتوصيل أبنائهم بأنفسهم، وهذه الظاهرة أدت إلى ارتفاع كبير في أعداد السيارات خلال ساعات الذروة، مسببة اختناقات مرورية في محيط المدارس وفي الطرق المؤدية إليها.
مشكلة وحلول
أولياء أمور طلبة ذكروا لـ«الخليج» الأسباب الحقيقية برأيهم خلف هذه المشكلة؟ وكيف تتأثر الأسر، والحلول الممكنة.
أحمد علي الراشدي، ولي أمر طالب في المرحلة الابتدائية، تحدث بأن رسوم الحافلات المدرسية أصبحت مرتفعة بشكل غير معقول، فهي تكاد توازي نصف الرسوم الدراسية السنوية، ونحن كأولياء أمور نشعر بالضغط الكبير من هذه التكاليف الإضافية، خاصة مع زيادة تكاليف المدارس، لافتاً: «كنت أعتمد على الحافلات لتوصيل أبنائي، لكن مع ارتفاع الرسوم قررت أن أقوم بتوصيلهم بنفسي، لكن هذا الخيار يستهلك وقتاً كبيراً من يومي، خاصة أنني أعمل بدوام كامل، والمشكلة الأكبر هي أن الازدحام المروري أمام المدرسة أصبح كبيراً فالجميع يحاول توصيل أبنائه في نفس الوقت، ما يؤدي إلى تأخرنا جميعاً.
الأنشطة المدرسية
وقالت أحلام علي الصعيري، أم لطالبة في المرحلة الإعدادية، المشكلة مع الحافلات ليست فقط في ارتفاع أسعارها، بل في محدودية الخدمات التي يتم تقديمها، وأن ابنتها تحتاج أحيانًا إلى البقاء في المدرسة بعد انتهاء الدوام للمشاركة في الأنشطة، لكن الحافلات لا تغطي هذه الأوقات، لذلك، وجدت نفسي مضطرة لتوصيلها بنفسي حتى لو دفعت الرسوم التي تصل إلى 5 آلاف درهم ، ومع الوقت قررت الاستغناء عن الحافلات تماماً، لكن هذا القرار زاد من العبء اليومي عليّ.
سلامة الطلبة
وأوضحت رجا عبد اللطيف محمود، أم لخمسة طلاب، أن ارتفاع رسوم الحافلات المدرسية والتي تصل إلى 5 آلاف درهم على الطالب الواحد جعلها تعيد حساباتها، والمشكلة ليست فقط في ارتفاع الأسعار، بل في غياب أي مرونة أو خصومات للعائلات التي لديها أكثر من طفل، وعندما نظرت إلى المبلغ الإجمالي الذي سأدفعه للحافلات، أدركت أن توصيل أبنائي بنفسي هو الخيار الأفضل، ولكن هذا القرار لم يكن سهلاً، فهو يؤثر في التزامي بعملي، إضافة إلى التأخر يومياً بسبب الازدحام أمام المدرسة، حيث تصطف عشرات السيارات في طوابير طويلة، والأمر لا يقتصر على الإزعاج الشخصي فقط، بل يؤثر أيضاً على سلامة الأطفال الذين يحاولون عبور الطريق وسط الفوضى وعشوائية توقف السيارات. وطالبت بتخفيض أسعار المواصلات، وتقديم تحفيضات وعروض للأشقاء الدارسين بنفس المدرسة.
خيارات بديلة
وقال محمد حسن الخطيب، ولي أمر طالب في المرحلة الثانوية، انه يفكر دائماً في كلفة الخدمة مقابل جودتها، فرسوم الحافلات المدرسية ارتفعت بشكل كبير، لكن جودة الخدمة لم تتحسن على الإطلاق، والحافلات مزدحمة، وأحيانًا لا تصل في الوقت المحدد، ويضطر الطالب للمكوث ساعة في الحافلة المدرسية في الرحلة الواحدة عند الذهاب للمدرسة ومثلها عند العودة من المدرسة، ما يسبب قلقاً كبيراً لي ولابني، وقررت أن أوفر المال وأعتمد على نفسي في توصيلهم، لكن المشكلة هي أنني لست الوحيد الذي اتخذ هذا القرار، فأغلب أولياء الأمور يفعلون الشيء نفسه، ما أدى إلى ازدحام مروري كبير في الشوارع المحيطة بالمدرسة، وأصبح الوضع لا يُحتمل، وأعتقد أن المدارس يجب أن تقدم خيارات بديلة بأسعار معقولة، لتحسين الوضع. 
فوضى الازدحام
وأشارت ليلى هلال الجنيبي، أم لطالب في الروضة إلى أن ابنها لا يزال صغيراً، والمسافة بين المنزل والمدرسة قصيرة جداً، لذلك، عندما ارتفعت رسوم الحافلات، شعرت بأن الأمر غير منطقي بالنسبة لي، ولماذا أدفع مبلغا كبيراً مقابل خدمة يمكنني القيام بها بنفسي بسهولة؟ بدأت أوصل طفلي يومياً، لكنني لاحظت مشكلة أخرى، وهي ازدحام سيارات أولياء الأمور أمام المدرسة، حيث يصطفون بسياراتهم بشكل عشوائي ما يجعل الأمر مرهقاً للجميع، والمشكلة ليست فقط في الوقت الضائع، بل في الفوضى التي تحدث عند محاولة الأطفال النزول أو الصعود إلى السيارات».
ميزانية الأسر 
وأكد غيث محمد العلي، أن لديه ثلاثة أبناء في المدرسة، لافتاً إلى أن رسوم الحافلات أصبحت عبئاً كبيراً على ميزانية الأسرة، و«عندما فكرت في الكلفة الإجمالية، أدركت أنني لا أستطيع تحملها، خاصة مع وجود التزامات مالية أخرى، لذلك قررت أن أقوم بتوصيلهم بنفسي، لكن هذا الخيار لم يكن سهلاً بسبب الازدحام المروري أمام المدرسة الذي يستهلك وقتاً كبيراً من يومي، ويؤثر في قدرتي على الالتزام بمواعيد عملي، كما أنني أشعر بأن المدارس لا تأخذ بعين الاعتبار ظروف العائلات الكبيرة لجهة رسوم الحافلات المدرسية، ولا تقدم حلولاً تناسب الجميع».
إجراءات
مديرو مدارس أشاروا لـ«الخليج» إلى عدد من الإجراءات المتخذة للحد من الاختناقات المرورية أمام المدارس، حيث قال تامر محمود العربي، مدير مدرسة خاصة، إنه يتم تقديم ورش وبرامج توعية لجميع الأشخاص المعنيين بالمدرسة سواء طلاب وأولياء أمور والهيئة التعليمية والإدارية تهدف لزيادة الوعي بالاستخدام الآمن لوسائل النقل، سواء الخاصة أو العامة، وتهدف المدرسة أيضاً إلى بناء ثقافة النقل المستدام والتعريف به وبأهميته للبيئة ودور كل فرد من أفراد المجتمع في الحفاظ عليها، وذلك من خلال ربطها بمخرجات التعلم في المواد الدراسية خاصة العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة العربية. 
وأضاف لتخفيف الازدحام المروري اتخذت المدرسة مجموعة من الإجراءات من شأنها تسهيل عملية وصول الطلبة صباحاً ومغادرة المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، فعلى سبيل المثال بنهاية اليوم الدراسي يتم انصراف الطلاب مستخدمي الحافلات المدرسية قبل 5 دقائق من انصراف طلاب السيارات الخاصة أو الطلاب الذين يذهبون من المدرسة سيراً على الأقدام، وهذا يضمن سلاسة وسهولة عملية انصراف الطلاب. 
عوامل متعددة
وأكد أن هناك عدة عوامل تؤثر في استخدام الطلاب لوسائل النقل سواء الحافلات أو السيارات، منها على سبيل المثال قرب أو بعد مكان سكن الطالب عن المدرسة، وكذلك الحالة المادية لولي الأمر من حيث استخدام الحافلة المدرسية أو استخدام سيارة خاصة لتوصيل الطالب أو حافلات النقل العام، وتم تخصيص مواقف لأولياء الأمور، لضمان سهولة إنزال الطلاب صباحاً وركوب السيارات بنهاية اليوم الدراسي وغير مسموح لأي شخص آخر استخدامها.
وأشار قال أنس عادل الخنوس، مدير مدرسة خاصة إلى أنه لا توجد مساحات كافية لوقوف سيارات أولياء الأمور ما يتسبب بازدحام خانق خاصة نهاية الدوام، وقامت المدرسة بمخاطبة البلدية والنقل من أجل إجراءات أكثر فعالية مثل تغيير مسار الشارع الفرعي الذي أمام المدرسة وهذا إجراء قامت به العديد من المدارس بهدف تقليل الازدحام خاصة أمام المدرسة، ونأمل بالموافقة على تنفيذ ذلك.
 

تكاليف النقل

قال أنس عادل الخنوس، مدير مدرسة خاصة، إنه تم تقسيم الطلبة إلى قسمين، الأول الطلبة الذين يستقلون الحافلات المدرسية، والثاني الطلبة الذين يستقلون سيارات خاصة، ويتم الانصراف على دفعتين، وإضافة إلى ذلك تعتبر تكاليف النقل العامة مقبولة إلا أن العديد من أولياء الأمور يعزفون عنها لتقليل الوقت مقارنة بالسيارات الخاصة.
تبكير الموعد
قال تامر محمود العربي، مدير مدرسة خاصة، إن أغلب الملاحظات التي وصلت من أولياء الأمور كانت مرتبطة بوصول أغلب أولياء الأمور في نفس التوقيت صباحاً، ما يسبب ازدحاماً وتأخراً في انصرافهم من أمام المدرسة، ولذلك قامت المدرسة بتبكير موعد استقبال الطلاب صباحاً ما كان له الأثر الإيجابي في تخفـيف الازدحام.

أخبار ذات صلة

0 تعليق