خاص ـ بنا
المنامة في 04 فبراير / بنا / أكدت د. مها السندي استشاري قسم الأورام الطبية من مركز البحرين للأورام، أهمية نشر الوعي حول مرض السرطان مع ارتفاع معدلاته عالميًا، مشددة على أنه من خلال تعزيز ثقافة الوعي والفهم، يمكن اكتشاف السرطان مبكرًا، والوقاية منه، وعلاجه والتغلب عليه، وذلك يتطلب إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة، والبقاء على اطلاع بشأن الفحص، من أجل بناء مستقبل أكثر صحة للجميع.
وقالت د السندي في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، إن هذا اليوم هو يوم توعوي دولي يقوده الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC). ويستهدف التأكيد على أهمية الكشف المبكر بالإضافة إلى الحث على توفير الرعاية والدعم المناسبين لجميع مرضى السرطان وذويهم.
وأشارت د. السندي إلى أن السرطان ينجم عن نمو غير طبيعي وغير منضبط للخلايا في الجسم، والتي إذا تركت دون علاج، يمكن للأورام أن تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى وتؤثر على جميع وظائف الجسم، مبينة أن من أكثر أنواع السرطان شيوعًا هو سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا.
وأوضحت أن التقديرات تشير إلى أن ثلث حالات السرطان يمكن الوقاية منها من خلال تغيير نط الحياة واتباع الأساليب الصحية، حيث الإصابة بها ترتبط بعوامل الخطر مثل تعاطي التبغ، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، واستهلاك الكحول، وانخفاض تناول الفواكه والخضروات، وقلة النشاط البدني.
وقالت إن من علامات وأعراض السرطان وجود كتل أو تورم غير عادي، وتعب، وتغيرات في عادة الأمعاء، وفقدان الوزن المفاجئ، ونزيف غير متوقع، والألم الذي يأتي ويذهب، وشامات جديدة أو تغيرات في مظهر الشامات، وفقدان الشهية، وقرحة أو قرحة لا تشفى، وحرقة المعدة أو عسر الهضم.
ولفتت د السندي إلى أهمية الوقاية من السرطان والحد من مخاطره، موصية بضرورة عدم التدخين أو الإقلاع عن التدخين بالاستعانة بمساعدين مهنيين، وبجعل المنزل مكاناً خاليًا من التدخين. واحترام وتعزيز القوانين التي تضمن مساحات خالية من التدخين لحماية صحتنا، إضافة إلى تحقيق وزن صحي أو الحفاظ عليه طوال الحياة للمساعدة في الوقاية من عدة أنواع من السرطان، كما نصحت بممارسة نشاط بدني يومي والتقليل من وقت الجلوس.
وأكدت أهمية تناول نظام غذائي صحي يقوم على تناول أكبر عدد ممكن من الفواكه والخضروات في كل وجبة، وادخال البقوليات مثل الفول والعدس بانتظام، وتناول الحبوب الكاملة، مثل خبز الحبوب الكاملة، ورقائق الذرة، والأرز البني، بدلاً من الحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض أو الأرز، وتجنب المشروبات المحلاة بالسكر؛ وشرب الماء بدلا من ذلك، والتقليل من استهلاكك للأطعمة فائقة المعالجة، مثل الحلويات وحبوب الإفطار المحلاة والوجبات الخفيفة المالحة والمعجنات والبسكويت وغيرها.
وأوضحت أنه بدلا من ذلك يجب تناول الأطعمة الطبيعية أو الأطعمة المحضرة في المنزل، وتجنب اللحوم المصنعة، مثل اللحوم اللذيذة أو النقانق أو اللحوم المعالجة، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء، والتقليل من استهلاك المشروبات الساخنة جدًا، وعدم حرق الشفاه أو اللسان.
ونصحت أيضا بضرورة تجنب شرب المشروبات الكحولية، وارضاع الأطفال، وكلما زادت الأشهر كلما كان ذلك أفضل للمساعدة في الوقاية من سرطان الثدي، وحماية النفس من التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات ذروة ضوء الشمس للمساعدة في الوقاية من سرطان الجلد، وتقليل التواجد في الهواء الطلق إذا كان تلوث الهواء مرتفعاً في المكان.
وحذرت من العدوى من بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري التي يمكن أن تسبب سرطان المعدة، وضرورة استشارة المتخصصين في مجال الصحة لمعرفة ما إذا كان الشخص يتستفيد من فحص وعلاج هذه العدوى البكتيرية، والعدوى بفيروسات مثل التهاب الكبد B وC، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتي يمكن أن تسبب السرطان أيضًا.
وأكدت د. السندي ضرورة تطعيم الأطفال ضد فيروس التهاب الكبد B خلال الـ 24 ساعة الأولى من حياتهم، وتطعيم الفتيات والمراهقات ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، للمساعدة في المقام الأول في الوقاية من سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان، وعدم استخدام الهرمونات البديلة لانقطاع الطمث ما لم يوجه به مقدم الرعاية الصحية الخاص بالإنسان.
وفيما يتعلق بالفحص الوقائي للسرطان، قالت إنه يمكن لبعض الاختبارات أن تساعد في اكتشاف السرطان قبل ظهور العلامات أو الأعراض. وهذا ما يسمى فحص السرطان، مبينة أن الهدف الرئيسي من فحص السرطان هو إنقاذ حياة المرضى والمساعدة في تقليل أعداد الوفيات بسبب هذا المرض، ومنع وفيات السرطان تماما، وتقليل عدد الأشخاص الذين يصابون بالمرض.
وأشارت إلى وجود فحوصات مهمة يجب عملها حسب نوع السرطان، فمثلاً في سرطان القولون، إذا كان العمر يتراوح بين 40 و74 عامًا، يجب زيارة أحد مقدمي الرعاية الصحية واطلب إجراء اختبار الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم (اختبار الدم الخفي في البراز أو تنظير القولون)، وفي حالات سرطان الثدي بالنسبة للنساء بعمر 40 عامًا فما فوق، يمكن لتصوير الثدي بالأشعة السينية سنويًا، وفي حالات سرطان عنق الرحم يجب أن تخضع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و74 عامًا لفحص سرطان عنق الرحم المتوفر في المراكز الصحية. وينبغي تكرار الفحص كل 5 سنوات.
واختتمت د. السندي بالقول إنه بالنسبة لسرطان البروستات فقد يكون اختبار PSA أو فحص المستقيم الرقمي قادرًا على اكتشاف سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة.
من: سماح علام
م.ص, ع.ذ, A.A
0 تعليق