تتطلع العديد من المدن المغربية إلى تحديث أسطول حافلات النقل العمومي، خاصة مع الاستعدادات التي تشهدها المملكة لاستضافة فعاليات كبيرة على المستويين القاري والعالمي. ويأتي هذا التوجه في وقت باتت فيه الحافلات القديمة مثار جدل في بعض المدن، حيث أصبحت غير ملائمة لاحتياجات اليوم، كما أشار وزير الداخلية مؤخراً إلى ضرورة التحديث في هذا القطاع.

ويظهر النقاش حول النقل الحضري بوضوح في مدن مثل فاس، التي قامت مؤخراً بإلغاء عقد تدبير النقل الحضري مع إحدى الشركات، مما يعكس التحديات التي تواجهها المدينة في مجال النقل العمومي.

 وإضافة إلى فاس، تعاني مدن أخرى مثل وجدة من مشكلات مماثلة، حيث طالب عدد من الفاعلين المحليين بتدخل عاجل لتوفير خدمات نقل حضري تلبي احتياجات السكان.

وقد أعلن وزير الداخلية عن خطة جديدة للنقل الحضري بين عامي 2025 و2029، بتخصيص ميزانية تصل إلى 11 مليار درهم، تشمل شراء أكثر من 3700 حافلة جديدة. ومن المنتظر أن تدخل العديد من المدن الكبرى مثل فاس وطنجة ومراكش وأكادير في هذا المشروع عام 2025، وسيتم فتح الأظرفة لشراء الحافلات في مارس المقبل.

وفي هذا السياق، عبر بعض الفاعلين المحليين عن استيائهم من الوضع الحالي، حيث أكدت تصريحاتهم على ضرورة أن تكون الحافلات الجديدة متوافقة مع المعايير الوطنية والدولية. كما شددوا على أن جودة الخدمة يجب أن تكون في صميم أي عقد يتم توقيعه مع الشركات المسؤولة عن النقل، مطالبين بضرورة تعزيز العدالة المجالية من خلال تحسين الخدمات في جميع المدن المغربية.

وبناءً على هذه المطالب، يُنتظر أن تتم مراجعة السياسات المتبعة في هذا المجال لضمان أن جميع المدن المغربية، بما في ذلك تلك التي لم تستفد بعد من تحديث أساطيلها، تحصل على خدمات نقل حضري مريحة وفعالة، بما يتماشى مع تطلعات المملكة في إطار الاستعدادات الكبرى للفعاليات الدولية القادمة.