سلط المشاركون في ندوة نظمت اليوم الجمعة بالرباط، الضوء على الحلول العلمية لتدبير واقتصاد الماء والحفاظ على البيئة.
واستعرض المشاركون في هذه الندوة التي التأمت في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الرباط للعلوم التي تنظمها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة حول موضوع “حلول علمية لتدبير البيئة”، مقترحات وحلولا تقنية تهم تدبير الماء ومعالجة المياه العادمة وتحلية مياه البحر.
وقالت الأستاذة الجامعية بكلية العلوم بالرباط، سعاد الحجاجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكلية تواكب الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى تدبير الموارد الطبيعية بشكل مستدام، من خلال الاشتغال على منصة مغربية متخصصة في تتبع جودة الماء والهواء والتربة.
وأكدت الحجاجي أن التعاون الوثيق بين الباحثين والمؤسسات المعنية يشكل رافعة أساسية لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة لمواجهة تحديات ندرة المياه وضمان تدبير معقلن لهذه الثروة الحيوية.
من جانبه، أكد الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، محمد طاهر السرايري، على ضرورة إحداث تحول جذري في تدبير المياه الزراعية لمواجهة تحديات التغير المناخي، مشددا على أهمية فتح نقاشات معمقة تمكن من التكيف مع النقص الهيكلي في الموارد المائية ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
كما أبرز السرايري الدور المحوري الذي يتعين أن يضطلع به الباحثون، من خلال الشراكة بين مراكز البحث الدولية، في تطوير حلول مبتكرة تضمن الأمن المائي للأجيال المقبلة.
من جهته، شدد رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني من أجل التنمية، ناصر بوشيبة، على أهمية بلورة نموذج وطني لتحلية المياه يكون فعالا ومستداما، واعتماد تقنيات جديدة وتعزيز الابتكار في مجال تدبير الموارد المائية.
وأبرز بوشيبة دور الشراكة المغربية-الصينية في نقل التكنولوجيا والمعرفة، لاسيما في ما يتعلق بالتقنيات الحديثة لتحلية المياه، داعيا الباحثين إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والاستفادة من الدينامية التي تشهدها الجامعات المغربية للمساهمة في إيجاد حلول ناجعة.
أما نائب رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مصطفى الجوهري، فقد أكد أن هذه الدورة من مهرجان الرباط للعلوم تنعقد في إطار محور “الحلول العلمية لتدبير البيئة”، مشيرا إلى أن الجمعية استطاعت أن تكرس نفسها كقوة اقتراحية في قضايا البيئة، خاصة في ما يتعلق بإشكالية تدبير الماء.
وأوضح أن الجمعية أطلقت عدة مبادرات ذات صلة بالماء، من خلال تنظيم لقاءات وندوات وطنية ودولية، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حلول مستدامة لهذه الإشكالية الحيوية.
ويقارب برنامج مهرجان الرباط للعلوم الذي يتواصل إلى غاية 15 فبراير الجاري، العديد من المواضيع ذات الصلة، من بينها “النجاعة الطاقية والطاقة المتجددة”، و”البحث العلمي في خدمة التنوع الطبيعي”، و”الرؤية البشرية والرؤية الاصطناعية : نحو ذكاء اصطناعي مسؤول ومستدام يخدم الصحة والتعليم والبيئة”، و “اخضرار الأفق، دروس من الطبيعة”.