تشهد سماء المغرب اليوم تساقطات مطرية هامة، أعادت الأمل للفلاحين بعد فترة طويلة من الجفاف الذي أثر بشكل كبير على القطاع الزراعي، هذه الأمطار جاءت في وقت حرج، حيث كانت المحاصيل الشتوية تعاني من نقص حاد في المياه، وهو ما يهدد إنتاج الحبوب والخضروات لهذا الموسم.
واعادت هذه التساقطات المطرية الأمل الى الفلاحين خاصة بسوس ماسة، الحوز، دكالة، و فاس سايس ومكناس والغرب، التي تُعدّ من أبرز المناطق الزراعية في البلاد.
وستساهم الأمطار في تحسين جودة الأراضي الزراعية، وزيادة منسوب المياه الجوفية والوديان، مما سيعود بالنفع على الموسم الفلاحي الحالي.
لم تكن الزراعة وحدها المستفيد الأكبر من هذه الأمطار، بل إن مربّي الماشية أيضاً تنفّسوا الصعداء بعد تحسن المراعي، التي عانت من شح الأعلاف خلال الأشهر الماضية، فعودة الغطاء النباتي تعني توفر الكلأ للماشية، ما سيخفف من الأعباء المالية على المربين الذين اضطروا لشراء الأعلاف بأسعار مرتفعة.
ويشكل القطاع الفلاحي عصب الاقتصاد الوطني، حيث يساهم بنحو 14% من الناتج الداخلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لملايين المواطنين،وبذلك، فإن تحسن الموسم الفلاحي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، من خلال تقليص فاتورة استيراد الحبوب، وتعزيز الأمن الغذائي المحلي، إضافة إلى تحفيز حركة الأسواق الفلاحية.
رغم هذه التساقطات الإيجابية، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية يحذّرون من ضرورة ترشيد استخدام المياه، نظراً لكون الوضع المائي في البلاد لا يزال يعاني من عجز على مستوى السدود والفرشات المائية الجوفية.
كما أن الفلاحين مطالبون باتباع تقنيات ري حديثة للحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامة الإنتاج.
ذلك ان عودة الأمطار في شهر فبراير الجاري منحت الفلاحين جرعة من التفاؤل، وفتحت آفاقاً جديدة للموسم الزراعي بالمغرب. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو اعتماد سياسات زراعية مستدامة لمواجهة تقلبات المناخ وضمان الأمن المائي والفلاحي للبلاد.
0 تعليق