“الترمضينة” في الأسواق.. ظاهرة تعود مع بداية كل رمضان - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تعود ظاهرة “الترمضينة” في الاسواق بالمغرب للظهور مع بداية كل شهر رمضان، حيث تشهد الأسواق الشعبية والأزقة والطرقات سلوكيات غريبة وغير مألوفة خلال هذا الشهر المبارك.

وتتمثل هذه الظاهرة في تصرفات تخرج الشعائر الدينية من إطارها الروحي، لتتحول إلى ما يشبه “القنبلة الموقوتة” التي تنفجر لأتفه الأسباب، مسببة توتراً وعنفاً نفسياً ومادياً.

خلال شهر رمضان، يصبح بعض الصائمين على شفا الانفجار قبيل أذان المغرب، إذ يتحولون إلى “قنابل موقوتة” جاهزة للانفجار في أي لحظة، حتى من دون سبب وجيه، أمام أي شخص يجرؤ على تعكير مزاجهم. ويطلق المغاربة على هؤلاء الأشخاص “المرمضين”، الذين يبرزون في مختلف الفضاءات العامة بالمدن الكبرى والصغرى، وحتى في القرى والمداشر، حيث تتزايد الممارسات السلوكية الشاذة التي تكتنفها مشاعر الغضب والعنف.

وخلال هذا الشهر، تكثر حوادث القتل والضرب والجرح بين الأشخاص، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحوادث عشوائية أم أن للصيام و”الترمضينة” دوراً في حدوثها. فبينما يُفترض أن يقوم صيام رمضان على تعزيز التقوى والعبادة، وزكاة النفس من المعاصي، فإن الواقع يشهد ظواهر سلوكية تتناقض مع قدسية الشهر الكريم، وتفقده رمزيته.

وفي هذا السياق، يرى الباحث في علم الاجتماع، محمد بنعيسى، أن الصيام يتطلب ضبط النفس والابتعاد عن الشهوات، مؤكداً أن رمضان يشهد تغيرات على مستوى العادات قد تؤثر على قدرة الأفراد على التحكم في أنفسهم. هذا التغير يساهم في زيادة التوتر والاضطراب، ويؤدي إلى ظهور سلوكيات عنيفة. ويعتبر بنعيسى أن “الترمضينة” هي ظاهرة مفتعلة، حيث يعلق بعض الأشخاص سلوكياتهم العنيفة على “الترمضينة”، وهي سلوكيات لا علاقة لها بالأخلاق الإسلامية أو بالقيم العامة، بل هي تعبير عن ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية.

وأشار بنعيسى إلى أن الإدمان على السجائر أو المنبهات مثل القهوة قد يكون له دور في تعزيز هذه الظاهرة، حيث يتحول العنف إلى أسلوب للتنفيس عن هذه الضغوط. وقد أصبحت “الترمضينة” بالنسبة للبعض سلوكاً يعبر عن القوة والتسلط وإثبات الذات، مع تحقيق نوع من التمرد على المجتمع ومعاييره، خاصة في الأحياء الشعبية المكتظة.

بالمقابل، يلاحظ غياب هذه الظاهرة في الأحياء الراقية، مما يشير إلى وجود نوع من التطبيع مع هذه الظاهرة، حيث يتم التساهل مع “المرمضين” لتجنب تفاقم النزاعات إلى ما لا تحمد عقباه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق