- «حماس» تعتبر أن التهديدات «تشجع» إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
بعد ساعات قليلة من تأكيد الإدارة الأميركية، إجراء محادثات مباشرة مع «حماس»، بهدف التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين - الأميركيين المحتجزين في قطاع غزة، إضافة إلى بحث إمكانية صفقة أوسع لوقف الحرب، طالب دونالد ترامب، الحركة بإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، في ما سمّاه «التحذير الأخير»، متوعداً سكان القطاع بـ«الموت».
وفي السياق، نقلت «وكالة شينخوا للأنباء» عن مصادر مصرية مطلعة، أن «حماس» وافقت على الإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 أميركيين، كبادرة حسن نية لضمان بدء المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، وذلك خلال مفاوضات مع الجانب الأميركي بحضور الوسيطين القطري والمصري، وفي غياب تام للجانب الإسرائيلي.

منذ 39 دقيقة

منذ 39 دقيقة
وأشارت إلى أن المشاركين في المفاوضات قطعوا «خطوات إيجابية» لبدء المرحلة الثانية، التي تضمن وقفاً شاملاً للحرب، في حين نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصدر سياسي «لا علم لدى إسرائيل بأي تقدم للانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة التبادل».
«جحيم» ترامب
وكان ترامب، كتب على منصة «تروث سوشيال»: «هذا هو التحذير الأخير لكم! بالنسبة للقيادة، حان الوقت لمغادرة غزة، إذ إنه لاتزال لديكم فرصة. وأيضاً، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!».
وأكد أنه سيكون هناك «جحيم» لاحقاً إذا لم يتم إطلاقهم.
وأعلن أنه سيرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة.
وفي السياق، حذر وزير الخارجية ماركو روبيو، الحركة من الاستهانة بتحذيرات ترامب، الذي قال إنه «فقد صبره إزاء ما يجري».
«حماس ترد»
في المقابل، قال الناطق باسم «حماس» حازم قاسم في بيان، أمس، إن تهديدات الرئيس الأميركي «تشجع» إسرائيل على «عدم تنفيذ بنود» اتفاق الهدنة.
وأضاف أن هذه التهديدات «تعقد المسائل (المتعلقة) باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده»، طالباً من الإدارة الأميركية «الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق» الذي «كانت واشنطن وسيطة فيه».
محادثات غير مسبوقة
من جانبها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مسؤولين أميركيين أجروا «محادثات ومناقشات مستمرة» مع مسؤولي «حماس».
وقالت «إن الحوار والتحدث إلى الناس في مختلف أنحاء العالم للقيام بما هو في مصلحة الشعب الأميركي أمر أثبته الرئيس (ترامب) وهو ما يعتقد أنه حسن نية وجهد لفعل ما هو صواب للشعب الأميركي».
وأضافت ليفيت أن إسرائيل تم التشاور معها بشأن التعامل المباشر مع مسؤولي «حماس».
وتكمن أهمية المباحثات التي أجراها المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن آدم بولر، في أنها غير مسبوقة، إذ لم تنخرط الولايات المتحدة من قبل بشكل مباشر مع «حماس»، التي صنفتها واشنطن «منظمة إرهابية» في عام 1997.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب بعد إعلان البيت الأبيض وجود اتصالات مباشرة مع «حماس»: «خلال مشاورات مع الولايات المتحدة، أعطت إسرائيل رأيها بشأن محادثات مباشرة مع حماس».
وذكر أحد المصادر أن إدارة ترامب تشاورت مع إسرائيل حول إمكانية التعامل مع «حماس»، لكن تل أبيب علمت بجوانب المحادثات من خلال قنوات أخرى، في حين نقلت «يسرائيل هيوم» عن مصدر مطلع على المحادثات أن «هذا الأمر مقلق للغاية بالنسبة إلى إسرائيل».
وأكد مسؤول في «حماس» إجراء اتصالات مباشرة مع الموفد الأميركي تناولت الإفراج عن رهائن أميركيين.
وقال المسؤول، الذي لم يشأ كشف هويته، «تمت اتصالات وعقد لقاءان بشكل مباشر بين مسؤولين في حماس ومسؤولين أميركيين في الدوحة في الأيام الأخيرة، تركزت على مسألة الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين من حملة الجنسية الأميركية وبعضهم أحياء وبعضهم أموات».
وركزت المحادثات جزئياً على إطلاق الرهائن الأميركيين، وهو ما يقع ضمن اختصاص بولر كمبعوث للرهائن.
لكنها تضمنت أيضاً مناقشات حول صفقة أوسع للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وفق المصادر. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن لم تقدم أي التزامات لحماس أثناء التفاوض المباشر. وتابعت أن التفاوض بدأ الشهر الماضي في الدوحة، وأن «حماس» أطلقت سراح الأسير ساغي ديكل، كبادرة على حسن النوايا.
نهج جديد
واختلف نهج ترامب تجاه الصراع بشكل حاد عن نهج الرئيس السابق جو بايدن، بما في ذلك تهديده المتكرر بـ«الجحيم» لـ«حماس» واقتراح «استيلاء» الولايات المتحدة على غزة.
وتفاوض الإدارة الحالية المباشر مع «حماس»، خصوصاً من دون موافقة إسرائيل، هو خطوة أخرى لم تتخذها الإدارات الأميركية السابقة.
0 تعليق