اختتمت جامعة الأخوين، نهاية الأسبوع الماضي بإفران، “شهر ريادة الأعمال” بحفل استثماري دعم خلاله 14 من “المستثمرين الملائكة” ( Business Angels ) أفضل المشاريع الواعدة تم وضعها من طرف طلبة شباب من رواد الأعمال.
وأكدت الجامعة، في بلاغ، أن هذا الحدث الذي نظمه مكتب ريادة الأعمال والتوظيف بجامعة الأخوين، استقطب 400 طالب ضمن برنامج مكثف على مدار شهر من التدريب، استفادوا من خبرة 50 مرشدا تابعين لمختلف القطاعات. وذكر البلاغ، أن نائب رئيس جامعة الأخوين للشؤون الأكاديمية، كريستوفر تايلور، أبرز أهمية هذه المبادرة بالنسبة للجامعة.
وأكد أن “ريادة الأعمال هي في صلب مهمة جامعة الأخوين. نحن نعتقد أن مفتاح حل تحديات التشغيل بالمغرب هو خلق مزيد من المقاولات، وبالتالي مزيد من مناصب الشغل.
إن هذا الحدث يجمع مستثمرين حقيقيين يقومون بتدريب الطلبة، وفي عدة حالات، يستثمرون في أفكارهم”.
وأضاف أن “جامعة الأخوين تتموقع كحاضنة للأفكار التي ستساهم في النهاية، في تنشيط الاقتصاد المغربي”.
من جهته، شدد المدير التنفيذي لريادة الأعمال بجامعة الأخوين، نيكولاس كلوتز، على أهمية ريادة الأعمال بالنسبة للطلبة.
وأضاف “نرى إمكانات هائلة لدى طلبتنا، وهدفنا هو تمكينهم من تحويل أفكارهم إلى أعمال قابلة للحياة، قادرة على خلق فرص شغل وتلبية احتياجات السوق.
إن تنمية روح ريادة الأعمال أمر أساسي من أجل إطلاق مقاولة ويحظى بتقدير كبير من قبل المشغلين المغاربة”.
من جانبه، وبصفته “مستثمر ملائكة” ومرشدا ، أشاد الرئيس المدير العام ل WinBooks Maroc ، علي أورياش، بمبادرة جامعة الأخوين.
وقال “لقد انبهرت بجودة المشاريع وأيضا بمستوى الطلاقة في التواصل لدى الطلبة وقدرتهم على تقديم مشاريعهم بعدة لغات”، مضيفا أنه على قناعة بأن مستقبل المقاولات المغربية والإفريقية العملاقة ستظهر من طرف تلاميذ جامعة الأخوين. ومن بين 200 مشروع تم تقديمها في البداية، وقع الاختيار على 18 فريقا للمرحلة النهائية ضمن 36 طالبا تابعين لمختلف الشعب بجامعة الأخوين.
وقد استفادت هذه الشركات الناشئة من التمويل الاستراتيجي والتدريب الشخصي والولوج إلى الزبناء المحتملين ومن رؤوس أموال من أجل الانطلاق.
وتغطي المشاريع المتميزة لهذه السنة مجالات متنوعة مثل التجارة والتكنولوجيا والصحة والفلاحة والتعليم، ويقدم كل منها استجابات مبتكرة للتحديات الراهنة.
ومن بين الشركات الناشئة التي تمت مكافأتها على إمكاناتها وأفكارها، هناك بالخصوص، مشروع “Claro Digital Services”، لمؤسسها محمد الزنتاري.
وتهدف هذه الشركة إلى تقليص الفجوة الرقمية للمقاولات المغربية والإقليمية من خلال تقديم حلول تطوير الويب، واستراتيجيات رقمية وأدوات مبتكرة ومتعددة اللغات.
وفاز الزنتاري بجائزة أفضل شركة ناشئة واعدة، وكذا استثمار بقيمة 17.000 درهم في الأسهم، ومبلغ إضافي قدره 50.000 درهم بعد التقييم، وولوج إلى زبناء، وبرنامج تدريب شخصي.
أما بالنسبة لمشروع “YAZ Agricultural Solutions” التي أسسها كل من حاتم لشهب وجاد تونسي العزواني، فهي متخصصة في الزراعة المائية والذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات ندرة الماء قصد الاستجابة بشكل أفضل لتحديات الجفاف بالبلاد.
وسيستفيد المشروع من استثمار بقيمة 17.000 درهم بمشاركة في رأس المال تتراوح بين 5 إلى 10 بالمائة، وتقييم بقيمة 50.000 درهم لمساهمة إضافية في رأس المال، وشراء منتجات B2C، والولوج المباشر إلى الزبناء. وفي ما يتعلق ب “TeleHeard”, التي أسستها أية البوزيدي، فهي تقترح خدمات العلاج النفسي عبر الإنترنت والواقع الافتراضي، ويمكن للجميع الولوج إليها وبأسعار معقولة لأي شخص وفي أي مكان وفي أي وقت.
وتشمل الجوائز المقدمة للشركة الناشئة 12.000 درهم كرأس مال أولي، وإمكانية الولوج إلى الموردين والزبناء المحتملين، فضلا عن دعم التسويق.
وبالنسبة لمشروع “Bankly” الذي تم تطويره من طرف كل من عدنان العلوي سبا ومحمد طه مرحان، فهي تقترح حلا بنكيا رقميا آمنا بالمغرب من خلال بطاقات ائتمان ذات استعمال واحد، مما يلبي الاحتياجات الأمنية للمدفوعات عبر الإنترنت ويدعم التحول إلى اقتصاد غير نقدي.
وتم دعم هذا المشروع من خلال استثمار مبلغ 22.000 درهم في الأسهم ومساعدة في خلق المقاولة والتدريب على تطوير النماذج الأولية.
واهتمت هذه النسخة من “شهر ريادة الأعمال” أيضا بالعنصر الإفريقي من خلال التعاون بين الطلبة المغاربة وطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء من أجل تحفيز الابتكار على مستوى القارة.
ويتمثل هذا البعد من خلال مشاريع مثل Student Paddy، وهي مبادرة لكل من المغربية هاجر نفيد والنيجيرية نيميكا إيفيكور.
وتربط هذه المنصة الطلبة وأرباب وخريجي جامعات أفريقية من أجل تعزيز فرص التوظيف بفضل الذكاء الاصطناعي والتدريبات الداخلية وأدوات التطوير الوظيفي.
ومن خلال دمج تقنية blockchain وتحليل البيانات، فإنه يبسط الانتقال بين الدراسة والشغل في أفريقيا.
وقد حصلت الشركة الناشئة على استثمار بقيمة 50.000 درهم في الأسهم، بالإضافة إلى إمكانية الولوج إلى الزبناء المحتملين.
إن تنوع المشاريع المقترحة خلال شهر ريادة الأعمال لا يعكس فقط ابتكار الطلبة، ولكن أيضا المقاربة الفريدة لجامعة الأخوين.
إن هذا الإطار الأكاديمي يشجع الطلبة على اكتساب مهارات متعددة التخصصات، وتغذية فكرهم النقدي، وبالتالي تحضير أنفسهم لمعالجة قضايا معقدة واقتراح حلول مبتكرة في مختلف القطاعات.
0 تعليق