خاص - (بنا)
المنامة في 18 نوفمبر/ بنا / شهد المنتدى العالمي لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي 2024، النسخة التاسعة، تحت شعار "سياحة فن الطهي: محرك للتنويع الاقتصادي والشمول"، الذي افتتحته صباح اليوم سعادة السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة ورئيسة مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض، مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين في مجال سياحة الطهي، حيث تضمن البرنامج جلسات حوارية ، وورش عمل، ومعرضًا متخصصًا لعرض أحدث الابتكارات في هذا المجال.
وخلال الجلسة النقاشية الأولى التي أدارتها ساندرا كارفاو رئيسة إدارة تحليل معلومات الأسواق السياحية والتنافسية بمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتي تناولت صياغة السياسات اللازمة لدعم صناعة سياحة الطهي وتعزيز تأثيرها على الاقتصادات المحلية أكدت سعادة السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة أن مملكة البحرين تُعد وجهة سياحية مميزة بفضل التنوع الثقافي الذي يميزها، مشيرة إلى أن السياحة في البحرين حققت نموًا كبيرًا حيث سجلت نسبة نمو تصل إلى 10% في قطاع الإقامة والخدمات السياحية.
وأضافت: "إن سياحة فن الطهي تعتبر من أهم محركات التنويع الاقتصادي في البحرين، ومن خلال استضافة هذا المنتدى، نهدف إلى مشاركة القصة الفريدة التي تتمتع بها المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي."
وتطرقت الصيرفي إلى دور الطهاة المحليين في تعزيز مكانة البحرين على الساحة العالمية، حيث أكدت على أهمية استخدام الطهاة لأفضل الممارسات المستدامة في فن الطهي، وأشارت إلى أهمية تفعيل التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استدامة هذا القطاع.
من جانبها، أعربت سعادة السيدة كريستينا غارسيا فراسكو، وزيرة السياحة في جمهورية الفلبين، عن أهمية التعاون الدولي في تعزيز سياحة فن الطهي، موضحة أن تطوير سياسات فعالة في هذا المجال يسهم في دعم الاقتصادات المحلية.
وسلطت على تجربة الفلبين في تطوير سياحة الطهي من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتعزيز الأمن الغذائي، مؤكدة أهمية الاستدامة في جميع مراحل سلسلة التوريد.
فيما أكد السيد سلطان المسلم، وكيل وزارة الشؤون الدولية في وزارة السياحة بالمملكة العربية السعودية، أن السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير سياحة فن الطهي كجزء من إستراتيجيتها للتنويع الاقتصادي، مشيرًا إلى أهمية تكامل الجهود بين الدول الخليجية لتعزيز هذه الصناعة.
واشار إلى أن المملكة العربية السعودية، من خلال مبادراتها في مجال الطهي، تهدف إلى تحويل الطهي إلى عنصر اقتصادي واجتماعي رئيسي، مع التركيز على تطوير مهارات الطهاة المحليين وتشجيع الشباب على الانخراط في هذا المجال.
فيما شهدت الجلسة الحوارية الثانية نقاشًا ثريًا حول موضوع "الصورة العالمية والمأكولات المحلية: تسويق العلامات التجارية للوجهات من خلال الطهي"، حيث أدارت الجلسة السيدة سيليا تونك، الأمين العام لكلية الطهي في فرنسا، بمشاركة نخبة من الطهاة العالميين.
حيث استعرضت الشيف البحرينية تالا بشمي الحاصلة على جائزة أفضل شيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022، رؤيتها حول أهمية تحديث المطبخ المحلي مع الحفاظ على تقاليده، مؤكدة على ضرورة استثمار الموارد المحلية وتقديم أطباق تمثل الهوية الثقافية للمنطقة.
و تحدث كذلك الشيف رودولف ستيفان، مطعم كونوبا بيليجريني كرواتيا عن تجربته في تعزيز مكانة كرواتيا على الخريطة العالمية من خلال الربط بين التقاليد والابتكار في الطهي، مشيرًا إلى أهمية بناء علاقات مستدامة بين الموردين والمطاعم.
ومن جانبها، سلطت أليخاندرا إسبينوزا، من مطعم سوموس في الإكوادور، الضوء على إستراتيجياتها لإبراز تنوع الأطباق الإكوادورية بهدف جذب السياح وإطالة مدة إقامتهم، مشيرة إلى التحديات التي واجهتها في تعريف العالم بمطبخ بلادها.
ومن جانبه أكد الشيف إيناكي لوبيز دي فيناسبري، مؤسس مجموعة ساغاردي في إسبانيا، على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية للطهي في ظل تحديات العولمة، مشددًا على ضرورة العمل مباشرة مع المنتجين المحليين لتقديم تجربة أصيلة تعكس التراث الثقافي.
وقد تناولت الجلسة الثالثة من المنتدى موضوعًا محوريًا حول مكانة فن الطهو العربي عالميًا، وكيف يمكن توظيفه كأداة للدبلوماسية الثقافية ، بإدارة بسمة الميمان، المديرة الإقليمية لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، حيث استعرضت النقاشات أهمية فن الطهو العربي في الترويج للتراث الثقافي العربي، وتوسيع تأثيره عالميًا، حيث أكد الدكتور عبد الرزاق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، خلال الجلسة أن الأردن لا يُعرف فقط بأطباقه التقليدية مثل المنسف الذي تم تسجيله في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، بل يتميز بتنوع هائل في المأكولات يصل إلى أكثر من 45,000 نوع.
واشار إلى أن الأردن أطلقت عدة مبادرات للترويج للسياحة الغذائية، من أبرزها إنشاء منصة إلكترونية لتجارب الطهو المحلية وربط المزارعين المحليين والمطاعم لتعزيز المنتجات الغذائية الوطنية، كما سلط الضوء على نجاح مهرجان "مذاقات الأردن" الذي جمع طهاة عالميين مع المأكولات الأردنية الأصيلة.
بينما، شدد السيد أسامة المخيال، الوكيل المساعد لقطاع السياحة في وزارة الإعلام بدولة الكويت، على أن الطعام يمثل وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية، حيث تحدث عن دعم الكويت للمشاريع الشبابية التي تمزج بين المأكولات الكويتية والنكهات العالمية، ما جعل المطاعم الكويتية تصل إلى أمريكا،و بريطانيا، وآسيا.
كما تناول تجربة الخطوط الجوية الكويتية في تقديم الأطباق الكويتية بالتعاون مع طهاة محليين لنقل الثقافة الكويتية عبر السفر.
وفي السياق ذاته، تطرق السيد عمر الجابر، رئيس قطاع تنمية السياحة في دولة قطر، إلى جهود قطر للحفاظ على تراثها الغذائي، بدءًا من تقديم الأطباق التقليدية في الفنادق والخطوط الجوية القطرية، وانتهاءً بمهرجانات مخصصة كـ"مهرجان أكل أول" الذي يسلط الضوء على المطاعم القديمة والأطباق القطرية الأصيلة خلال شهر رمضان.
وأضاف السيد الجابر أن مهرجان قطر الدولي للأغذية أصبح منصة للتبادل الثقافي، حيث يستقطب طهاة عالميين ومطاعم متميزة لتقديم تجارب متنوعة.
وتخللت الجلسات الحوارية لملتقى سياحة فن الطهي عدد من الدراسات البحثية التي استعرضت جوانب مختلفة لتعزيز هذا القطاع وتنميته بما يتماشى مع الاستدامة والتوجه نحو المجتمعات المحلية، قدمها كل من الشيف سيرجيو توريس من مطعم كوزينا هيرمانوس توريس في إسبانيا، والسيد يوهان باولي هيلجاسون، مدير تطوير موقع "زيارة جزر فارو"، السيد نيكو دينجيمانز، مؤسس حركة "من المزرعة إلى المائدة" في الأردن.
كما اشتمل الملتقى على خمس دورات تدريبية متخصصة ركزت على تطوير مهارات المشاركين في سياحة فن الطهي كالذوق الرقمي و بناء طرق الطهي ونوادي المنتجات، و الاستمتاع بالتقاليد – دور منظمة "سلو فود"، بالإضافة إلى دورات بعنوان الحلول الدورية للحد من هدر الأغذية، واستكشاف الأطباق المتنوعة بالبحرين.
من نورة البنخليل
ن.ع, A.A.M
0 تعليق