سجل المغرب حضورا متميزا في البازار الخيري الدولي الذي نظمه “النادي الدولي للنساء”، أمس الثلاثاء في جنيف، وذلك من خلال عرض بعض جوانب التراث الغني والمتنوع للمملكة. وأبرز السفير عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، خلال ترؤسه حفل افتتاح هذا الحدث الذي استضافته المملكة المغربية برسم دورة 2024 وأقيم تحت شعار “متحدون من أجل الأطفال”، الثراء والتنوع الثقافي للمملكة، التي شكلت على مدى قرون نموذجا فريدا للتعايش والتقارب بين الحضارات والثقافات والأديان، مما جعل المغرب جسرا حقيقيا يربط بين الشرق وإفريقيا وأوروبا.
كما أكد الدبلوماسي المغربي، الرئيس الحالي لمجلس حقوق الإنسان، وسط حضور لافت في قصر الأمم، على تشبث المغرب بـ “قيم التعددية والتنوع التي نتقاسمها جميعا هنا في الأمم المتحدة”.
وأثنى السيد زنيبر، الذي كان يتحدث إلى جانب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، والسفير الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة، ورئيسة “النادي الدولي للنساء”، على “العمل الذي قامت به على مدى عدة أشهر نساء جليلات وعازمات على مساعدة الأطفال المحتاجين من خلال التحضير لهذا الحدث الاستثنائي”.
وأشار السيد زنيبر إلى أن المغرب، الذي تم اختياره لرئاسة هذه الدورة من البازار الخيري، قد اختار موضوع “الأطفال والسلام في العالم”، داعيا إلى وضع حد لتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة.
وأجمع المتدخلون الآخرون على الإشادة بجهود البعثة الدائمة للمغرب لإنجاح هذه الدورة، مؤكدين على إسهامات المملكة التي تعكس دينامية وحيوية الثقافة المغربية المتشبعة بالتقاليد العريقة والمنفتحة على الاتجاهات الإبداعية الحديثة.
وقالت رئيسة “النادي الدولي للنساء” بجنيف، أجكونا ثاناتي، إنها تتشرف باختيار سفير المغرب رئيسا لهذه الدورة، مشيدة بـ”روح القيادة والكرم” التي يتمتع بها لضمان نجاح هذه النسخة التي تشهد مشاركة ما يقارب 76 دولة.
وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأموال التي تم جمعها ستخصص لتمويل مشاريع لمساعدة الأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم.
ويشارك المغرب في البازار من خلال جناحين. الأول تم تصميمه بشكل رائع في قلب مبنى الأمم المتحدة، حيث تظهر في الخلفية خريطة كبيرة للمغرب بكامل ترابه، بالإضافة إلى ملصقات ت برز جمال العمارة المغربية، سواء التقليدية أو الحديثة.
ويوفر هذا الفضاء للزوار تجربة غنية بالألوان، حيث تعرض مجموعة متنوعة من منتجات الصناعة التقليدية التي تعكس غنى التراث اللامادي المغربي، إلى جانب براعة ومهارات الحرفيين (المعلمين) المغاربة في مجالات النسيج والتطريز والنقش على الأواني النحاسية والمنتجات الجلدية.
وفي الطابق الأعلى، كان الزائر مرة أخرى على موعد مع المغرب، من خلال ركن مخصص لفن الطبخ المغربي، سلط الضوء على فن العيش المغربي عبر تقديم حفل الشاي التقليدي وتشكيلة متنوعة من التجارب الذوقية التي تجمع بين النكهات الحلوة والمالحة، لتبهر الحواس وتسر الذواقة.
وقد شهد الجناحان المغربيان إقبالا كبيرا ونجاحا لافتا لدى المجتمع الدبلوماسي في جنيف، والشخصيات الرسمية المدعوة، وعدد كبير من زوار هذا البازار.
وتخلل هذه الفعالية حفل لثلاثي من فناني”كناوة” المغاربة، الذين قدموا خصيصا من بودابست (هنغاريا)، لإمتاع الحضور، والسفر به في رحلة ساحرة في التراث الموسيقي الغني للمملكة.
ويعتبر البازار الدولي، الذي تقوده عقيلات الدبلوماسيين المعتمدين في جنيف، منصة تجمع بين مختلف الجنسيات بروح من الصداقة. وهو يخدم غرضا مزدوجا يتمثل في عرض التقاليد الثقافية وتقاليد الطهي وجمع التبرعات للأعمال الخيرية.
د/
0 تعليق