ما هي الميزة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتقنها مثل البشر؟
“الذكاء الاصطناعي سوف يحتل وظيفتي المستقبلية قريباً”.. فكرةٌ أصبحت تراود الكثير من الجيل الحالي، حتى باتت تشكل هاجساً بالنسبة لهم، فأصبح الكثير منهم يفكر حول كيفية الحفاظ على وظيفته التي يسعى لها منذ سنوات، ويبعدها عن متناول الذكاء الاصطناعي.
فمن المرجح مع مرور الوقت أن يقضي الذكاء الاصطناعي على بعض الوظائف التي لم يكن يتوقع أحد في السابق أن يحل محلها شيء، حيث يقول جوزيف عون، رئيس جامعة نورث إيسترن: “يتعين علينا أن نقبل ونحتضن فكرة مفادها أنه في الواقع مع الذكاء الاصطناعي، سنواجه وظائف سيتم القضاء عليها ووظائف سيتم إنشاؤها، ولا نعرف أياً منها”.
ويجعل الغموض طلاب الكليات اليوم يكافحون للاستعداد لبيئة عمل تتغير بسرعة أكبر من أي وقت مضى.
وعند سؤال مستشاري التوظيف وأصحاب العمل عن كيفية تحصين الطلاب لحياتهم المهنية من الذكاء الاصطناعي، أجمعوا على أمر واحد وهو “ضرورة إتقانهم المهارات التي لا تستطيع الآلات القيام بها بسهولة، كالتواصل الإنساني، والقدرة على فهم الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر وشخصيات مختلفة والعمل معهم بسلاسة”.
وفي استطلاع للرأي أجرته الجمعية الوطنية للكليات وأصحاب العمل العام الماضي على 255 صاحب عمل، أظهرت النتائج أن “الكفاءات الثلاثة الأولى” التي سعى أصحاب العمل لإيجادها بالمرشحين للوظائف كانت “التواصل” و”العمل الجماعي” و”التفكير النقدي”.
ولكن بالوقت نفسه، هذا لا يعني أنه ليس من الضروري أن يتقن الطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي، فهي تعد أداة مهمة لتعزيز الإنتاجية، كما يمكن أن تمنحهم ميزة على العمال الأكبر منهم سناً، الذين لم يتقنوا برنامج “شات جي بي تي” وغيره من برامج الذكاء الاصطناعي.
الحد من استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن ذلك؟
تنمية قدرتك على العمل مع الآخرين
يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة رموز الكمبيوتر وتحسين قواعد اللغة وحل المسائل الرياضية، ولكنه يفتقر حتى الآن إلى القدرة على التوسط في المشاحنات بين الزملاء، أو تهدئة العملاء الغاضبين وما إلى ذلك.
لذا فإن تطوير هذه المهارة قد يكون أحد أفضل المميزات لدى المتقدمين للوظائف، حتى لو تطلّب ذلك التطوع في دار رعاية المسنين، أو برنامج الشباب بعد المدرسة، أو قيادة نادي رياضي داخل الحرم الجامعي، أو الوظائف التي تتطلب التعامل المباشر مع الكثير من الأشخاص -بما في ذلك غير المتعاونين-، هذه كلها تعد فرصاً تعليمية مهمة.
احذر التخصص المفرط ونوّع من مهاراتك
قد يكون التركيز بشكل مفرط على نوع واحد من الخبرة من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الجيل الحالي، حيث ينصح الخبراء بالحصول على مجموعة من المهارات.
تقول آنا إساكي سميث، مؤلفة كتاب “اجعل الكلية قوتك العظمى”: “إذا كنت تمتلك مهارة واحدة، فإنك تنافس الجماهير التي تمتلك نفس المهارة”، مضيفةً بأنه على النقيض من ذلك “إذا اكتسبت مهارة أخرى، فإنك تصبح مؤهلاً لمجموعة أوسع من الفرص”.
ورغم أن امتلاك مجموعة من المهارات والمعارف يعد ميزة مهمة لدى المرشحين، ولكن من المهم أيضاً تطوير الخبرة العميقة في مجال أو مجالين على الأقل، أي باختصار يتعين عليك أن تعرف أكثر مما تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي أن تفرزه في دقيقة أو دقيقتين.
كن قادراً على تنظيم مشروع كبير وإنجازه
إذا كان الذكاء الاصطناعي قادراً على القيام ببعض الأعمال الشاقة، فسوف تظل هناك حاجة للبشر من أجل وضع الاستراتيجيات وتنفيذ المشاريع المعقدة، حيث يقول جون بهرنس، مدير برنامج التكنولوجيا والدراسات الرقمية في جامعة نوتردام: “إن الآلات تؤدي أجزاء من العمل، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى البشر الذين يدركون الصورة الكاملة لإنجاز كل شيء”.
لذلك تطلب العديد من الجامعات من الطلبة إكمال مشروع التخرج قبل التخرج، لأن ذلك يساعدهم على تعلم كيفية إدارة التعقيد والعمل على مشاريع كبرى قبل الانخراط في مجال العمل.
كن منفتحاً على التجارب الجديدة
تعد القدرة على التكيف من أهم الميزات التي يجب أن يمتلكها الجيل الحالي، وخاصة أن الذكاء الاصطناعي والتغيرات التكنولوجية الأخرى تجعل مسارات العمل أقل قابلية للتنبؤ.
ويستطيع الطلاب تطوير قدرتهم على التكيف من خلال البحث عن تجارب جديدة، مثل: الدراسة في الخارج أو أخذ دورات متنوعة وما إلى ذلك.
كن معتدلاً وقادراً على الابتكار
في خضم كل التغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، تبحث الشركات عن أفكار جديدة دائماً، لذا فإن أحد طرق تحقيق النجاح هو أن تكون معتدلاً وغير راضٍ عن الوضع الراهن ومستعداً للابتكار.
والمقصود بالمعتدل هنا حسب قول تشامورو بريموزيك، أنك “تتكيف بشكل جيد وتعمل بشكل جيد مع الآخرين ولكنك بنفس الوقت لا تكون مملاً أو متجنباً للمخاطرة إلى الحد الذي يجعلك تفقد الرغبة في التغيير والتقدم”.
0 تعليق