مازال توافر الحليب ولو كان مجففا حلما شعبيا ورسميا في الجزائر، ولتحقيق هذا العلم فكرت دولة العسكرة في إطلاق مشروع يوفر على الأقل بعض الحليب للرضع المساكين. ولكن التوليفة كانت هجينة.
فمشروع مجموعة “بلدنا” لإنتاج الحليب المجفف في ولاية أدرار هو أصلا مشروع قطري التمويل، يعني الضرع قادم من الدوحة.
ولكن من هي البقرات صاحبة الضرع هل هي جزائرية؟ الجواب هو “لا” كبيرة، لأن البقرات من سلالات بلاد بايدن وترامب، والتي ستشرف الجزائر تباعا عبر رحلات جوية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول مصادر رسمية بالجزائر على صلة رفيعة بملف البقر إنه بعد التوصل لاتفاق بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والسلطات الأمريكية بخصوص فتح السوق الجزائرية أمام البقر الأمريكاني، تقرر تخصيص هذه السلالات من الأبقار لمشروع إنتاج الحليب المجفف بولاية أدرار .
ويقول أصحاب المشروع القطري هذا إن الشروع في استيراد سلالات الأبقار الحلوب الأمريكية منتظر في الأشهر القادمة، وسيتم على دفعات ستوجه للمزرعة النموذجية الأولى لهذا المشروع التي تضم 50 ألف بقرة.
التاريخ يكرر بعض صفحاته أحيانا ولكن بطريقة كاريكاتورية تؤشر إلى نوع من المسخ الزمكاني، فمصر السادات كانت بشرت الشعب ب”الانفتاح” على أمريكا وهو ما لخصه الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم في بضع كلمات “بانوراما الدنيا فونية .. صندوق الدنيا عصري الصورة من أميركا .. و الصوت من جوا مصري”، وهاهي اليوم البقرة أمريكية والضرع قطري…والحليب المجفف من كل الفوائد الصحية…”دزايري”.
0 تعليق