حذرت دراسة جديدة من أطعمة شائعة الاستهلاك قد تساهم في تسريع عملية الشيخوخة البيولوجية.
أظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من العلماء الإيطاليين وشملت أكثر من 22000 بالغ، أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والبيتزا المجمدة والمشروبات الغازية، تظهر عليهم علامات متزايدة للشيخوخة البيولوجية، وهي حالة تعكس مدى كفاءة خلايا وأنسجة الجسم في أداء وظائفها، وقد تختلف عن العمر الزمني (عدد سنوات الحياة).
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
وتبين أن الأشخاص الذين استهلكوا كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة «كانوا أكبر بيولوجيا بحوالي 4 أشهر مقارنة بأعمارهم الزمنية». وعلى العكس، كان أولئك الذين تناولوا كميات أقل من هذه الأطعمة أصغر بيولوجيا بشهرين مقارنة بأعمارهم الزمنية. ورغم أن الفارق الزمني يبدو ضئيلا، إلا أن هذه النتائج تسلط الضوء على القلق المتزايد من تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة.
وربط العلماء هذه الأطعمة بمجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل السمنة ومرض السكري من النوع 2 والسرطان والوفاة المبكرة.
وقال فريق البحث من معهد طب الأعصاب المتوسطي (Neuromed) إن الدراسة لم تحدد بالضبط كيفية تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على الشيخوخة، لكنهم أضافوا أنه بعد أخذ النظام الغذائي العام للمشاركين في الاعتبار، لا يمكن تفسير التسارع في الشيخوخة بناء على محتوى الدهون أو السكر أو الملح في هذه الأطعمة فقط.
وأشار الفريق إلى إمكانية وجود عوامل أخرى تساهم في تسريع الشيخوخة، حيث قالت سيمونا إسبوزيتو، الخبيرة في علم الأوبئة والمعدة الرئيسية للدراسة، إن «البيانات تظهر أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة لا يؤثر سلبا على الصحة العامة فحسب، بل قد يعجل أيضا من الشيخوخة البيولوجية».
وأوضحت الدراسة أن هناك احتمالين قد يفسران كيف يمكن أن تساهم الأطعمة فائقة المعالجة في تسريع الشيخوخة البيولوجية. الأول: أن هذه الأطعمة غالبا ما تحتوي على مادة الأكريلاميد السامة للأعصاب، التي تتشكل عند معالجة الطعام في درجات حرارة عالية. وأظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض لهذه المادة يرتبط بزيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بأمراض قاتلة.
ويتعلق الاحتمال الثاني بتغليف الأطعمة فائقة المعالجة بالبلاستيك. فقد أشار الباحثون إلى أن المواد الكيميائية التي تتسرب من البلاستيك إلى الطعام قد تكون ضارة للصحة، خاصة أن هذه الأطعمة غالبا ما تتمتع بعمر تخزين أطول، ما يزيد من احتمال تسرب المواد الكيميائية إلى الطعام.
ومن جانبها، قالت البروفيسورة ليسيا ياكوفيلو، مديرة وحدة أبحاث علم الأوبئة والوقاية في معهد (Neuromed): «دراستنا تعزز من ضرورة إعادة تقييم التوصيات الغذائية الحالية، والتي يجب أن تتضمن تحذيرات في شأن تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة».
ورغم أهمية النتائج، أقر العلماء بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها أنها دراسة مراقبة، ما يعني أن الفريق لا يمكنه الجزم بأن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة هو السبب الوحيد وراء زيادة الشيخوخة البيولوجية. كما أن البيانات الغذائية تم جمعها من خلال استبيانات، ما يعني أنه قد يكون هناك أخطاء في تقدير كمية الأطعمة التي استهلكها المشاركون.
0 تعليق