الشارقة: «الخليج»
قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، مساء الاثنين، ضمن عروض الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مسرحية «شجرة العجائب» للكاتب عثمان الشطي والمخرج عدنان البلوشي، وأداء: شعبان سبيت، محمد إسحق، إسماعيل سالم، محمد السويدي، جودي النبهان، غزلان محمد، قصايد محمد، عبدالله المنصوري، دانة سلامة، ريوف الزعابي، ويوسف عزام، وآخرون.
دارت أحداث العرض، حول شجرة ضخمة ووارفة، يستظل بها الجميع، وتمنح المكان جواً من البهجة والراحة والطمأنينة، تتشكل من كثير من الألوان، غير أن اللون الأسود والمهرج صاحب الملابس الغريبة والرثة، يحدثان الفوضى في المكان، من خلل شعورهما بأنهما بلا أهمية تذكر، وبأن الآخرين لهم المكانة والحظوة عند الشجرة أكثر منهما، فيقرران الرحيل عنها، لتصبح ألوان الشجرة منقوصة بعد مغادرة اللون الأسود منها، حينها تبدأ شجرة الشوك بنسج الخطط والمكائد بعد ضعف شجرة العجائب، وتسيطر ورفاقها على المكان، غير أن اللون الأسود وكذلك المهرج يشعران في ذلك الوقت بأهمية تواجدهما وأنهما جزء من تلك الشجرة العجيبة التي كانت تجمعهم وتوفر لهم الأمان، فيقرران العودة ويواجه الجميع متماسكين شجرة الشوك وينتصرون على الأشرار ويطردونهم من المكان ليعود الجمال والحب والوئام إلى الشجرة.
حمل العرض عدة أطروحات مهمة موجهة إلى الأطفال، على رأسها أهمية الفرد في المجموعة، وأن المجتمعات لا تقوم وتتطور وتعيش بأمن وسلام إلا بتكاتف أبنائها وتعاونهم، كذلك أكد العرض على أهمية نبذ العنف والذهاب إلى التسامح، وضرورة إرساء المحبة والوئام بين الناس، وأن الشر مهما تعاظم حجمه فهو دائماً في النهاية إلى زوال.
تميز العرض بالرقصات الاستعراضية، والتي صممها محمد السويدي، وكذلك الموسيقى لفاضل الحميدي، التي جاءت لتعبر بقوة عن الأحداث، ونجح المخرج في بناء لوحات بصرية أمتعت الأطفال وجعلتهم يتفاعلون معها، كذلك تميز العرض بأداء الممثلين، الذين برعوا في تجسيد شخصياتهم، وكذلك مقدرتهم على تلوين الأداء وفقاً لما تتطلبه شخصياتهم الأمر الذي رفع من إيقاع العرض، كما لعبت الأزياء لزهرة الحمادي، والإضاءة لإبراهيم الحمادي، وكذلك الديكور لفارس الجداوي، والماكياج لعلي بيشوه، أدواراً مهمة في مسرحية «شجرة العجائب»، من خلال خلق حالة عالية من الإبهار، جذبت الأطفال إليها وأدخلت المتعة إلى نفوسهم.