اختتمت جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، عروض الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، بتقديم مسرحية «مغامرة علياء» من تأليف أحمد الماجد وإخراج سمير البلوشي، وتمثيل كل من: نيفين ماضي، عادل سبيت، مشاعل الحمادي، خليفة ناصر، باسل التميمي، عهود الجسمي.
حكاية العرض، دارت حول الفتاة «علياء» المفتونة بشخصية سندريلّا، وتحاول تقليدها في كل شيء، غير إنها فوضوية ولا تقوم بتنظيف غرفتها أو ترتيبها، ولا تهتم بدراستها، الأمر الذي يثير حفيظة أمها، وفي إحدى الليالي بعد أن تقرأ الأم كالمعتاد حكاية سندريلّا للبنت، تنتقل الأخيرة بعد القراءة إلى عالم سندريلّا الحقيقي، ويخرج لها الجني الذي يحاول مساعدتها، ويطلب منها أن تتقدم بثلاث أمنيات وسيقوم بتحقيقها لها، غير أن الجني وبعدما يلاحظ تصرفات علياء الفوضوية وأنانيتها وحبها لنفسها، ينقلها إلى عالم الأقزام لتعيش معهم، لتتعلم أن الحياة بنيت على العمل الجماعي، وأن عليها أن تكون فرداً من المجموعة وتتعاون معهم في توفير لقمة العيش، غير أن علياء ترفض ذلك، وتريد أن يعمل الآخرون و تظل هي جالسة في مكانها.
وبعد أحداث متلاحقة تتعلم علياء نبذ الأنانية ويحقق الجني الأمنية الأخيرة لعلياء بالعودة إلى أحضان أمها بعد أن استفادت من الدرس.
حمل العرض عدة رسائل أخلاقية وتربوية للأطفال، على رأسها أهمية العمل الجماعي، وأثره في بناء وتطور المجتمعات، من أجل الوصول إلى حياة هادئة وهانئة ومستقرة، بالإضافة إلى تأكيد العرض على عظيم دور الأم في التربية، والمحبة الكبيرة التي تتمتع بها في نفوس أطفالها.
برز جلياً في هذا العرض القدرات الأدائية المميزة للممثلين، والذين تقمصوا شخصياتهم بعمق ودقة، من خلال الخبرة الطويلة لهم في مجال مسرح الطفل. ونجح المخرج أيضاً في الاشتغال على كامل فضاء المسرح، بحلول سعى من خلالها إلى الحفاظ على إيقاع العرض، وبناء لوحات بصرية متناغمة من دون أن يطغى عنصر على آخر، كما كان للإضاءة التي صممها مشعل الحمادي والديكور الذي صممه مخرج العرض، والأزياء والماكياج لميلانا رسول، حضوراً مهماً في عرض مسرحي، تجاوب معه الأطفال، وتفاعلوا معه بشدة.
0 تعليق