جائزة سلطان لأفضل عرض تذهب إلى «البخارة» التونسية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مسقط: محمد إسماعيل زاهر 

فاز العرض التونسي «البخارة»، من إخراج صادق الطرابلسي، بجائزة «صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي»، جاء ذلك في ختام الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي في العاصمة العمانية مسقط، وأعلنت الهيئة العربية للمسرح، بأن الدورة المقبلة من المهرجان، يناير 2026، ستقام في العاصمة المصرية القاهرة. بعد سبعة أيام من الاحتفاء بالمسرح، ومن متابعة 15 عرضاً مميزاً وعصفاً ذهنياً قام به 500 فنان في ورش وندوات ومؤتمر فكري، جاء ختام المهرجان، في مسرح العرفان، بحضور ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب العماني، وبدا لافتاً تقارب مستوى العروض، خاصة تلك المشاركة في المسار الأول من المهرجان والتي تتنافس على جائزته الكبرى، وأكد تقرير لجنة التحكيم برئاسة الفنان اللبناني رفيق علي أحمد هذا المعنى، حيث أشاد بمستوى العروض المشاركة، والموضوعات التي طرحتها.
أشاد رفيق علي أحمد أيضاً بالتقنيات والأدوات التي استخدمتها لتوصيل رسالة المسرح إلى الجمهور، ولفت أحمد في التقرير إلى أن هناك 10عروض جاءت بتوقيع الشباب، طرحت همومهم ومشاكلهم واستخدمت التكنولوجيا في معالجاتها الفنية، وطالب بضرورة أن يوازن الفنان بين تطلعاته للحداثة وأدواتها، وبين عدم التفريط في المسرح كفنٍّ يقوم على الفكر والحوار بالدرجة الأولى، كما أشار إلى مشاركة ستة عروض من إخراج نساء، من هنا كانت هذه الدورة من المهرجان مميزة وتبشر بمستقبل واعد للمسرح العربي.
خلال حفل الختام كرّم إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وسعيد البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة العمانية، الفرق المشاركة في المهرجان، والفائزين في النسخة التاسعة من المسابقة العربية للبحث العلمي في مجال المسرح، وهم: الزهرة براهيم –المغرب في المركز الأول، وحصل الحسين الرحاوي- المغرب على المركز الثاني، وفاز حسام محيي الدين – لبنان بالمركز الثالث. 
ورش عمل
ونظم المهرجان ثلاث ورش عمل، هي: «تقنيات ومهارات التمثيل» تحدث فيها المخرج السوري د.عجاج سليم، و«السلامة المهنية لذوي الهمم في المسرح» قدمتها شيري غباشي من الأردن، و«سبعة دروس في الإيماء وفنون الأداء الصامت» لسعيد سلامة من فلسطين.
أما المؤتمر الفكري المصاحب للمهرجان، فتوزع على محورين، ناقش الأول المسرح في سلطنة عمان، وبحث الثاني علاقة المسرح بالذكاء الاصطناعي.
وتضمن المحور الأول من المؤتمر جلستين، افتتح الأولى، د. يوسف عيدابي، بالقول: «نحن هنا اليوم أمام جيل مخضرم، وجيل جديد، كلهم فتوة وأقلام تبشر بكتابات متجددة، كتابات تربط المسرح بالبيئة العمانية، وتضع في الاعتبار الخصوصية والهوية التي يتميز بها المجتمع العماني»، وتابع عيدابي: «إن أمور الخصوصية الثقافية والانطلاق من الواقع المحلي شغل شاغل لأهل المسرح، وهذا في ظننا حديث الساعة في المسرح العربي، إذ بالابتعاد عن هذا التوجه يقع ما لا يحمد عقباه، من هنا وجد المسرح في عمان نفسه متصلاً بقضايا الناس وهمومهم».
وتحدث في الجلسة د.عبد الكريم جواد، ورصد مشواره مع المسرح الذي امتد لمدة خمسة وأربعين عاماً، حيث شارك في تأسيس أول فرقة مسرحية عام 1980، وتتبع محطات مهمة في مسيرته وفي تاريخ المسرح العماني بصفة عامة.
شهدت الجلسة بعد ذلك مداخلات لعدد من الأكاديميين العمانيين تحدثوا عن إصداراتهم الجديدة، والتي قاموا بتوقيعها أيضاً لجمهور الجلسة، ومن تلك الكتابات: «المشهد المسرحي العماني» لعبد الرزاق الربيعي، و«قراءة في المسرح.. مقاربتان ثقافيتان» للدكتورة آمنة ربيع.
وأدار الجلسة الثانية المخرج حمود الجابري، وتحدث فيها د. محمود سعيد حول كتابه «القناع الأبيض في المسرح العماني». وعرّفت الباحثة جمانة الطراونة بكتابها «تمثلاث الحداثة وما بعدها في المسرح العماني». وألقت رحيمة الجابري الضوء على كتابها «نشأة النص المسرحي وتطوره في عمان».
تحديات
وبحث المحور الثاني من المؤتمر الآفاق والتوقعات التي بالإمكان الحديث عنها عند تناول علاقة المسرح بالذكاء الاصطناعي، وبدا أن تلك العلاقة حتمية ولا مفر منها، وذلك ما أكده د. أسامة لاذقاني من سوريا، ولكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن التكنولوجيا مهما كانت متطورة لا يمكن لها أن تحل كبديل للإبداع البشري.
وأوضحت بعض النقاشات في هذا المحور ضرورة أن ننتبه إلى التحديات الأخلاقية التي ستنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، مثل قيامه بجمع معلومات خاصة عن الممثلين أو حتى عن الجمهور.
وتواصل الحوار حول عالم جديد يتفتح أمام المسرح، البعض يرحب به، وهناك من يتخوف منه، ومن يتعامل مع الموضوع بحذر، ومن أعلن صراحة أنه يجهل الذكاء الاصطناعي تماماً وهناك أيضاً من تناول استخدامات تطبيقية مباشرة لتلك التكنولوجيا فائقة الحداثة، فقدم محمد رضا تسولي من المغرب تصوراً لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تقديم تصاميم مبتكرة للأزياء والديكور والإسقاط الضوئي وتحسين المؤثرات البصرية.
وتناول د.أيمن الشريف من الأردن «قناع الفيرفيوس» وهو تقنية تمكن الممثل من أداء مشاهد رقمية من خلال مجسات ترسل عبر «البروجيكتور». وأشار عبد اللطيف فردوس من المغرب إلى تعدد البرمجيات والتطبيقات التي دخلت مجال المسرح، وتتيح فرصاً جديدة لإنتاج مسرحيات أكثر تطوراً واختلافاً عن النمطي والمألوف والمستهلك.
تفاؤل
المهندس حسن حينا من الأردن بدا متفائلاً بوعود الذكاء الاصطناعي، وقال: «يشهد العالم طفرة نوعية في تطور صناعة المحتوى والتكنولوجيا المرئية، وسيشهد المسرح تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القادمة، حيث سيتمكن المخرج من الدمج بمنتهى السلاسة بين الواقع والخيال، وسيتحرر من مختلف القيود، ويمكننا تصور إمكانية ظهور حيوانات على المسرح، أو شخصيات من الماضي تتفاعل بشكل مباشر مع الممثلين على الخشبة».
وعلى هامش المهرجان نظمت الهيئة العربية للمسرح معرضاً لإصداراتها التي تتجاوز 300 كتاب، منها إصدارات جديدة عن المسرح العماني، فضلاً عن حفلات توقيع يومية لأكاديميين من السلطنة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق