الشارقة - «الخليج»
أكد الروائي النيجيري الحاصل حائز نوبل للآداب 1986 وولي سوينكا أن روح المعلم تجري في جيناته؛ لأن والده كان معلماً. موضحاً أن أكثر اللحظات متعةً له هي تلك التي يكتب فيها ما يؤثر في نفسه والآخرين. وشدد على أهمية الحرية في السعي للسعادة، موضحاً: «افعل ما عليك فعله برضا وبمحض إرادتك ولا تجعله يبدو وكأنه واجب مفروض عليك، فهذا هو الطريق لتحقيق السعادة».
جاء ذلك في إحدى جلسات سلسلة المتحدثين في جائزة «الشارقة للتقدير الأدبي» ضمن فعاليات المهرجان، وحملت عنوان «الروائي النيجيري وولي سوينكا: في ضوء الكلمة»، وأدارتها ليلى محمد، وفتحت أمام الجمهور باب استكشاف الطبيعة متعددة الأوجه للهوية الإفريقية العابرة للحدود.
ناقش سوينكا العلاقة بين اللغة والهوية، وتطور الكلمة المنطوقة والمكتوبة، من خلال مشاركته عدداً من القصص الشخصية خلال مسيرته الأدبية المتواصلة منذ سبعة عقود.
وتحدث عن مفهوم السعادة والرضا في الحياة، مسلطاً الضوء على أهمية الأصالة والحرية في التجارب الإنسانية. وقال: «عندما أكتب عبارة وأرى أنها أثرت في نفسي وفي الآخرين، لدرجة أنني أشعر بأصالتها وأعود لقراءتها مرة بعد أخرى، تكون هذه واحدة من اللحظات التي تمنحني المتعة الحقيقية». وحول الهوية الإفريقية وانعكاسها في الأدب، قال: «إن الهوية الإفريقية تعيش في تقاليدنا وفنوننا وحكاياتنا، وهي جزء مهم من ثقافتنا وشعوبنا، والفنون بمختلف أشكالها تساعد في الحفاظ على هذه الهوية».
وفي حديثه عن التحديات التي يواجهها ككاتب مشهور، أعرب عن قلقه من تأثير التزييف الرقمي العميق في صورة المبدعين وأعمالهم. موضحا: «إحدى اللحظات الأكثر تحدياً بالنسبة لي هي عندما أرى منصات على الإنترنت تنشر عبارات مزيفة وتنسبها لي، بل ويضعون صورتي بجانبها، والأسوأ هو أن البعض يؤسس منصات باسمي، وهذا خداع صريح».
وأضاف: «أحد المواقف الطريفة اكتشافي أن أحدهم استخدم الذكاء الاصطناعي لإظهاري وأنا أنصح مرضى السكري بدواء ما، حتى إن إحدى السيدات سألتني عن الدواء، وفوجئت تماماً؛ إذ لم أسمع به من قبل».
العزلة والتركيز
وفي معرض حديثه عن الفرق بين المسرح والرواية، وأسباب عودته إلى الكتابة الروائية، أوضح الأديب العالمي أن المسرح، رغم قوته، يفرض حدوداً على الكاتب. وقال: «في المسرح، تتخيل ما تكتب ليُعرض على الخشبة، لكنك لا تستطيع تشكيل الصورة الكاملة للإنسانية والحياة. أما العمل الروائي فإنه يمنحك القدرة على الإحاطة بالحياة بكل تفاصيلها، مما يجعلها أكثر تعبيراً عن مشاعر الكاتب وأفكاره».
وأضاف: «عدت إلى كتابة الرواية؛ لأن المسرح لا يمكنه احتواء تلك الأحداث العميقة والمركبة التي أستطيع أن أشحن بها الرواية».
0 تعليق