ودعت إمارة الشارقة، أمس الأحد، فعاليات النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا»، أكبر فعالية مخصصة لجمع التبرعات الرامية لدعم مرضى السرطان والناجين منه على مستوى العالم، والتي نظمتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للسرطان في مقر الجامعة الأمريكية بالشارقة، تحت شعار «يستحق الحياة».
شهدت المسيرة مشاركة أكثر من 3500 شخص ومتطوع، سارعوا للمشي في عدة جولات حول المسار على مدار 24 ساعة، إذ تضمن البرنامج «جولة الضوضاء»، و«جولة الزومبا»، و«جولة الأغاني»، و«جولة الجنون»، التي عبرت عن المرونة وتوحيد الجهود، وجسدت معنى التفاعل المجتمعي والالتزام المشترك بتكريم الناجين، ودعم المرضى، وإحياء ذكرى من فارقونا، إضافة إلى روح الخير والعطاء والتضامن.
قالت عائشة الملا، مديرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: «سلطت المسيرة الضوء على أهمية التعاطف والتضامن والمناصرة، وحّدت العائلات والناجين والداعمين، ومشوا يداً بيد في مسيرة الأمل، ولم تقتصر المسيرة على جمع التبرعات التي تلعب دوراً أساسياً في دعم المرضى، وإنما ألهمت المشاركين، وعززت الوعي بينهم»، وبعثت رسالة نبيلة للمرضى، تقول: «أنتم لستم وحيدين في مواجهة المرض، فنحن معكم، ومعاً سنتمكن من هزيمة السرطان والانتصار عليه».
ونظمت المسيرة 24 ورشة عمل، 15 منها للصغار، و9 للكبار، في منطقتين منفصلتين، إلى جانب باقة من الفعاليات العامة.
وأعرب المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة، حيث أشار الأمريكي توماس وندرلي، بروفيسور مادة الرياضيات في الجامعة الأمريكية، ويبلغ من العمر 56 عاماً، والذي فقد والدته بسبب السرطان، إلى أن المسيرة حدث مجتمعي يعزز الوعي حول السرطان ويشجع المجتمع على مناصرة قضية المصابين به.
فيما أكدت زوجته كريستينا دوكس، عالمة أحياء متفرغة للبحث العلمي، أهمية التدخل لنشر الوعي والأمل، لا سيما مع تنامي أعداد الإصابات بالسرطان حول العالم، وأعربا عن إعجابهما بتنظيم المسيرة، وتوجها بالشكر لجمعية أصدقاء مرضى السرطان وإمارة الشارقة، ودولة الإمارات العربية.
من جانبه، أكد أناند بوثوكود غوبالاكريشنان، والذي يشارك مع زوجته وابنه البالغ من العمر 14 عاماً، أنه حضر لمناصرة قضية السرطان، وضمان حصول المرضى على الدعم الصحي الشامل، وعلى الرغم من أنها مشاركته الأولى، فإنه سعيد جداً بحضوره مع عائلته والاستمتاع بالفعاليات المتنوعة، كالعلاج بالصوت وجلسات اليوغا، مؤكداً أن عائلته قطعت 10 آلاف خطوة في أكثر من 12 جولة حول المسار. وأُقيم حفل الختام على المنصة الرئيسية وتضمن «الجولة الوداعية» التي ودع فيها المشاركون الفعاليات التي أحيت ذكرى الأحباء الذين فقدوا حياتهم بسبب السرطان، واحتفت بالناجين وكرمتهم، وجمعت التبرعات اللازمة لإنقاذ حياة المصابين بتقديم الدعم المادي والمعنوي، كما عززت الوعي المجتمعي اللازم لمكافحة السرطان والوقاية منه والحد من انتشاره.
0 تعليق