«الشارقة للشعر النبطي» يوثق للقصيدة الشعبية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: جاكاتي الشيخ

تنطلق، الاثنين، المقبل الموافق 3 فبراير، في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدور الـ19 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بمشاركة أكثر من 60 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون عدة دول عربية.
يدخل المهرجان في إطار المشروع الثقافي الكبير الذي تتبناه الإمارة، والذي جعل منها وجهة ثقافية على مدار العام، مستندة في ذلك إلى رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، والتي يولي من خلالها أهمية خاصة للشعر النبطي، نظراً للدور البارز الذي يمثّله هذا المنتج الإبداعي، على المستوى الثقافي والإنساني والمجتمعي، ما جعل هذا المهرجان حدثاً شعرياً مميزاً، رسّخ على امتداد مسيرته حضور القصيدة النبطية الأصيلة، وأصبح منصة مهمة لشعرائها، ودارسيها، من كافة أنحاء الوطن العربي.
* احتضان
دأب المهرجان الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة؛ على احتضان العديد من الفعاليات الأدبية المتنوعة، التي تسهم في ترسيخ دور الشعر النبطي، بوصفه من أهم ركائز الثقافة المحلية والعربية، وهي الجهود التي تتواصل في الدورة الجديدة، بتكريم اثنين من رواد الشعر النبطي من المبدعين الإماراتيين، هما الشاعر زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي، والشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي، حيث يمثّل التكريم جانباً مهماً في مسيرة الشعراء، ويشكّل دافعاً للمبدعين في المجال، إضافة إلى العديد من الأمسيات والفعاليات الأخرى.
وتشهد القاعة الكبرى في قصر الثقافة بالشارقة حفل افتتاح المهرجان، الذي تبدأ فعالياته بعرض تسجيلي عن الشاعرين المكرمين في الدورة الحالية من المهرجان، ليستمع الحضور بعد ذلك إلى قصائد الشاعرين سلطان بن خليف الطنيجي من الإمارات، وعبد العزيز بن سدحان من السعودية، وذلك ضمن أولى القراءات الشعرية في المهرجان.
لتتواصل بقية الفعالية في قصر الثقافة خلال الأيام التالية، ببرنامج حافل ومتنوّع، حيث ستقام 9 أمسيات شعرية، منها جلسة شعرية مخصصة لشاعرات من الوطن العربي، وندوة تناقش المسيرة الأدبية للشاعرين المكرّمَيْن، لينتقل المهرجان يومي 9 و10 فبراير إلى الذيد وكلباء، في مشهد يعكس تنوعاً مكانياً، يجعل المشاركين يتعرفّون إلى الطابع الثقافي والتراثي والتاريخي للمدينتين.
* ذاكرة
تعود بداية هذا المهرجان المتخصص إلى أكثر من أربعة عقود، حيث عقدت دورته الأولى سنة 1983م، ويعد من أكبر المهرجانات الأدبية التي تتابع القصيدة النبطية، وانعكاساتها في الذائقة الفردية والمجتمعية، في الإمارات وغيرها من الدول العربية التي يسود فيها هذا اللون الشعري، الذي يعنى بالحفاظ على الهوية والذاكرة الشعبية، ويعد وثيقة لتطور القصيدة النبطية لغة ومعنى ودلالة، كما يدرس سمات وملامح هذه القصيدة التي بدأت تحدث فيها تطورات لافتة في السنوات القليلة الماضية.
ومنذ دورته الأولى، وحتى الآن، ظلّت الشارقة تحتفي بهذا المهرجان، وتسعى إلى تطويره، وترصد من كثب مسيرة الأسماء اللامعة من الشعراء النبطيين الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة هذا النوع الأدبي، إلى جانب اهتمامها بالمواهب الجديدة، والأخذ بأيديها نحو دفة الإبداع الشعري الشعبي في تماسه مع البيئات الشعبية، وخصوصية النمط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يؤثر فيها، فضلاً عن متابعة تفاصيل تطوّر هذه القصيدة؛ في مفرداتها وتعبيراتها وأساليبها، حيث أصبح الشعر الشعبي اليوم يقف على مسافة قريبة من هواجس وأحلام وتطلعات جمهوره الغفير، ويعبر عن آمالهم وآلامهم وطموحهم، في صيغة نصوص شعرية تجسد خصوصية الشعراء في بيئاتهم المتباينة.
وفي بعض تفاصيل مسيرة هذا المهرجان توجد مجموعة من الأسماء والأماكن التي ما تحتفظ بها الذاكرة، فقد أقيمت دورته الأولى تزامناً مع تأسيس دائرة الثقافة بالشارقة، وذلك في قاعة إفريقيا بالإمارة، وبحضور صاحب السموّ حاكم الشارقة، وجمع غفير من محبي الأدب والشعر النبطي.
وأقيمت دورته الثانية سنة 1984م، وكرّمت كوكبة من روّاد الشعر النبطي الإماراتي، هم: علي بن رحمة الشامسي، وربيع بن ياقوت، وأحمد بن همش، ورائدتين من رواد هذا الشعر، هما: عوشة بنت خليفة السويدي، وآمنة بنت علي.
وبعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، استُؤنف هذا المهرجان، لتتواصل فعالياته، مروراً بدوراته الثالثة والرابعة والخامسة، في سنوات 1998م، و1999م، و2000م، وبمشاركة أكبر من رموز الشعر النبطي ورواده، كراشد شرار، وسعيد القمزي، وسعود الدوسري، وحماد الخاطري، وسيف السعدي، وعبيد بن طروق النعيمي، وماجد عبد الرحمن، ومنصور المنصوري، وربيع الزعابي، وعلي الخوار، وبطي المظلوم، وربيع بن ياقوت، ومحمد المرزوقي، ومصبح علي الكعبي، ومحمود نور، ومحمد المر بالعبد، ومحمد بن حاشر، وعبدالله العمري، وحمدان خميس السماحي، وغيرهم.
ترافقت مسيرة المهرجان مع بروز شاعرات نبطيات لا يستهان بهن؛ مثل: تنهات نجد، فتاة دبي، غلا أبوظبي، كلثم عبد الله، ريف دبي، شيخة الجابري، أحلام الشارقة، علياء جوهر، واللواتي كان لهن دور مؤثر في كتابة قصيدة نبطية ذات طابع أنثوي خاص.
وتوقف المهرجان طوال عشر سنوات، لتنطلق مسيرة دوراته من جديد سنة 2010 في قصر الثقافة، وبمشاركة كَوكبة من الشُّعراء والشاعرات من دولة الإمارات، ودول الخليج، والدول العربية.
وشهدت الدورة الـ18 من المهرجان سنة 2024، توجيه صاحب السموّ حاكم الشارقة دائرة الثقافة باستحداث «جائزة الحيرة للشعر النبطي»، تقديراً وتشجيعاً لأبرز القصائد النبطية المنشورة في مجلة الحيرة، التي تصدرها الدائرة شهرياً بتوجيهات من سُمُوِّه، وتُعنى بالشعر النبطي حصراً، حيث يتم اختيار قصيدة من كل عدد من أعدادها، ليبلغ عدد النصوص الفائزة في كل عام 12 قصيدة.
* مسيرة متجدّدة
منذ الدورة الثامنة للمهرجان سنة 2012، بدأ يحمل شعاراً يعكس أهمية هذا الشعر النبطي، حيث أقيمت تلك الدورة تحت شعار «القصيدة الشعبية إبداع له تاريخ»، فيما أقيمت فعاليات دورته التاسعة سنة 2013 تحت شعار «القصيدة الشعبية.. ذاكرة تحفظ تراثها»، وقد شهدت بروز شاعرات جديدات كسلوان، قيثارة الشعر الشعبي، وآمنة بنت علي المعلا، وفي دورته الـ11 سنة 2014، التي شارك فيها 36 شاعراً وشاعرة من الإمارات ومن الخليج والوطن العربي، نظّم تحت شعار «القصيدة الشعبية.. هوية وطن»، ليُحقق فيها المهرجان نجاحاً باهراً تُوّج بحصوله على المركز الأول خليجياً على مستوى المهرجانات النوعية.
وفي الدورة الـ12 سنة 2015، شهد المهرجان أول ندوة فكرية متخصصة درست اللغة بوصفها ميراثاً ثقافياً، كما ناقشت خصائص اللهجة العامية، والعامية والشعر، والشعر الغنائي، إلى جانب الشعر والإعلام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق