كتاب«بيت الحكمة» لبدور القاسمي يفوز بجائزة عالمية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

استعرضت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة مجموعة كلمات، خلال جلسة قرائية في «بيت الحكمة» بالشارقة، كتابها «بيت الحكمة»، الذي تم إطلاقه مؤخراً عن «مجموعة كلمات»، وفاز بجائزة «بولونيا راجازي» المرموقة في أدب الأطفال، والتي تُمنح سنوياً في معرض بولونيا لكتاب الطفل.
وتكرِّم جائزة «بولونيا راجازي» الكتب التي تمتاز بجودة المحتوى والتصميم الفني، وتعد من أهم الجوائز العالمية التي تُسلط الضوء على الابتكار في أدب الأطفال، ما يسهم في نشر القصص الهادفة وتعزيز ثقافة القراءة بين الأجيال الجديدة.
يستهدف الكتاب الفئة العمرية الأكبر من 9 سنوات، حيث يأخذ القراء الصغار في رحلة معرفية لاستكشاف تاريخ «بيت الحكمة» ببغداد، والمعروف أيضاً باسم «خزائن الحكمة»، الذي تأسس في العصر العباسي، ليكون مركزاً للعلم والمعرفة، منذ إنشائه على يد الخليفة هارون الرشيد، وازدهاره في عصر المأمون، وحتى سقوطه خلال الغزو المغولي بقيادة هولاكو.
ويهدف الكتاب إلى إبراز أهمية المعرفة في تشكيل مستقبل المجتمعات، وتشجيع الأطفال واليافعين على التفكير النقدي وتقدير العلوم والمبادئ المعرفية، التي أسهمت في نهضة الأمم، مقدماً محتواه بأسلوب شيق مدعوم بالرسوم التي تثري التجربة القرائية للأطفال وتجعلها أكثر تفاعلاً ومتعة لهم.
* توعية
قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «يمثل الكتاب رحلةً إلى أعماق حضارتنا العربية والإسلامية، وهو انعكاسٌ لتراثنا المعرفي الذي أسهم في تشكيل النهضة الفكرية والعلمية عالمياً. ونحن نسعى من خلال هذا الكتاب ليس فقط إلى توعية الأجيال العربية بإرثها الثقافي، ولكن أيضاً لتعريف العالم أجمع بهذا التراث العظيم الذي وضع أسس البحث العلمي والترجمة والاكتشافات في مختلف المجالات. فالمعرفة التي نهضت بها أمتنا لا تزال مصدر إلهام، ويجب أن تبقى حية في أذهان الأجيال القادمة، تماماً كما كان (بيت الحكمة) في بغداد رمزاً للفكر والتقدم».
وأضافت: «النظر إلى التقدم العالمي في النهايات قد يجعلنا نَغفَل عن البدايات؛ فكلّ ابتكار أو اختراع له أساسه وروّاده الذين زرعوا بذرته، ومن هنا فلا بدّ للأجيال أن تعرف جذورها، وتستلهم منها العزيمة والإصرار على بناء مستقبلها. وإننا نسعى إلى أن يكون (بيت الحكمة) في الشارقة امتداداً لنظيره البغدادي، وليكن هذا الكتاب شرارة تجديد العهد بالعلم والمعرفة، وتحفيز أجيالنا على مواصلة مسيرة البناء والتقدم».


* إنجازات
وبمناسبة فوز الكتاب، نظمت مجموعة كلمات بالتعاون مع «بيت الحكمة» في الشارقة جلسة قرائية وورش عمل إبداعية، إلى جانب معرض فني خاص، والتي انطلقت في 20 فبراير بجلسة قرائية قدمتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وشارك فيها عدد من الأطفال واليافعين، حيث سلطت الشيخة بدور القاسمي الضوء على إنجازات «بيت الحكمة» في بغداد ودوره في احتضان المترجمين والعلماء، ونشر الكتب في مختلف العلوم، من طب وهندسة وفلك، وغيرها.
وأشارت الشيخة بدور إلى استقبال «بيت الحكمة» الطلاب من مختلف بلاد العالم ومن كافة الخلفيات العرقية والطوائف الدّينية، ومن الرّجال والنساء على حدٍّ سواء، حيث كان روّاده يتحدثون لغاتٍ متنوعة، مثل العربية والفارسية والآرامية وغيرها، موضحةً أن تلك الثقافات ساعدت على ازدهار المعرفة، وعزّزت من تطور العلوم والمعارف باللغة العربية، مؤكدةً أن ما ورد من أن الخليفة المأمون كان يدفع وزن الكتب المترجمة ذهباً دليلٌ على مكانة «بيت الحكمة» منارةً للمعرفة العالمية.
وفي ختام الجلسة القرائية، ربطت الشيخة بدور الماضي بالحاضر، قائلةً: «سنبني (بيت الحكمة) من جديد، وسنُغنيه بالكتب والمخطوطات والمعاجم. لكننا سنتأكّد هذه المرّة من حمايته، ليبقى منارة للمعرفة، ووجهةً لطلاب العلم والعلماء».
وعلى هامش الجلسة أقيمت ورش عمل تفاعلية للفنان الفرنسي بنيامين بيني والخطاط المغربي مروان عوينات، وشارك فيها 40 طالباً من مراكز ربع قرن، وتضم طالبات من سجايا فتيات الشارقة وطلاباً من ناشئة الشارقة، حيث أبدعوا أعمالاً فنية مستوحاة من موضوعات الكتاب.
و بنيامين بيني، مصور فرنسي برز في مجال الفنون البصرية، وتم تكريمه من قبل اليونيسكو عام 2012، حيث تتركز أعماله على استكشاف العلاقة بين الهوية والفضاء العام.
ويهدف الكتاب إلى تعزيز مهارات القراءة وتنمية القدرة على التحليل والاستنتاج، وتشجيع القراء الصغار على استكشاف التاريخ والمساهمات القيّمة التي قدّمها العلماء العرب. سيكون متاحاً للشراء باللغتين العربية والإنجليزية في مكتبة بيت الحكمة وموقع مجموعة كلمات.

**carousel[6725286]**

أخبار ذات صلة

0 تعليق