الشارقة: «الخليج»
أكد روائيون متخصصون في أدب التشويق على أهمية البداية المؤثرة في أي رواية، حيث تشكل الافتتاحية عنصراً حاسماً لجذب القارئ وإثارة فضوله منذ السطور الأولى، واستعرضوا دور التفاصيل والشخصيات في ذلك، مع التركيز على إبداع أسلوب سردي يجمع بين الغموض والتشويق، بهدف إبقاء القرّاء في حالة دائمة من الترقب.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «فن صياغة روايات التشويق»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي استضافت الروائي المصري أمير عاطف، والروائية الأمريكية كاثلين أنتريم، والشاعر والروائي السعودي عثمان عابد.
لفت عثمان عابد إلى أن صياغة افتتاحيات رواياته لا تتطلب وقتاً طويلاً، بينما تكمن الصعوبة في مرحلة المراجعة والتقييم. وأوضح عابد أنه يسعى إلى خلق حالة من التباين العاطفي، حيث يمزج السعادة الشديدة بالصدمة، مما يجعل القارئ يشعر بصدمة عميقة نظراً لتغير المشهد بشكل مفاجئ. واستعرض بعض النماذج الافتتاحية من رواياته، مشيراً إلى أنه يفضل التدرج في بناء الشخصيات ببطء؛ لضمان عدم ملل القارئ.
وتحدثت كاثلين أنتريم عن أهمية بناء حبكة تشويقية من خلال عدم كشف تفاصيل الجريمة مباشرة، بل دفع القارئ إلى محاولة حلّ اللغز بنفسه. وذكرت أن عنصر الغموض يمثل حجر الأساس في روايات التشويق، مع الإبقاء على الوتيرة التصاعدية للأحداث. وأكدت على ضرورة طرح الأسئلة المستمرة في البداية؛ لإبقاء القارئ في حالة اندماج، مع الحرص على تطوير الشخصيات بشكل تدريجي ومفاجئ لإثارة فضولهم. وتطرّقت إلى أنّ أول 5 صفحات من الرواية تشكّل العامل الحاسم في الحفاظ على القارئ، ولا بدّ أن تكون ثرية بالتساؤلات التي سيبحث القارئ بشغف عن إجاباتها.
وبدوره بيّن أمير عاطف أن السطور الأولى في الرواية تعدّ عنصراً أساسياً لجذب القارئ، مشيراً إلى أنه يكتب افتتاحيات رواياته أحياناً أكثر من عشرين مرة لضمان قوتها. وأوضح عاطف أنه يسعى دائماً لجعل القارئ متورطاً في عنصر التشويق منذ الجملة الأولى، ويعتمد على رسم شخصيات ذات خلفية درامية معقدة، ما يدفع القارئ للبحث عن تفاصيل ماضيها وتأثيراته على حاضرها. وأكد أن عنصر المفاجأة في النهاية يساعد على إبراز خدعته السردية، ليُظهر للقارئ كيف أن التفاصيل الصغيرة التي مرت أثناء القراءة كانت تحمل إشارات لم يُدركها في البداية.
0 تعليق