الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من النقاد والأدباء أن الأدب المغربي يشكل ركيزة أصيلة في الثقافة العربية، ويتميز بتفاعل نقدي مستمر وغني يتجاوز مجرد تقييم الأعمال الأدبية ليكون حواراً حول الهوية والقضايا الاجتماعية والتجارب الإنسانية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الأدب المغربي والتفاعل النقدي»، أقيمت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها: أحمد المديني، وسعيد يقطين، وحورية الخمليشي، وأدارها عبد الرحمن التمارة.
تحدث أحمد المديني عن العلاقة المتداخلة بين الأدب والنقد، مشيراً إلى أن الكتابة الأدبية هي نوع من النقد الذاتي. وأوضح أنه يمارس النقد على أعماله بصرامة تصل أحياناً إلى شطب نصوص كاملة، وقال: «الكتابة بالنسبة لي هي عملية نقدية بالدرجة الأولى»، مشيراً إلى أن الأدب المغربي شهد تحولاً كبيراً منذ بدايات القرن العشرين، ما أثر في طبيعة النقد، حيث توجه النقاد للاهتمام بالمضامين الاجتماعية والسياسية في الأعمال الأدبية.
من جانبه، شدد سعيد يقطين على أهمية النقد الأدبي ودوره في إثراء الأدب المغربي، مشيراً إلى أن النقد في المغرب يبرز بشكل أكبر من الإنتاج الأدبي نفسه. وأكد الحاجة إلى دعم حكومي لتعزيز دور الأدباء، وأضاف: «المبدعون في المغرب ينتمون إلى مشارب متعددة، بينهم علماء وأدباء وشعراء ونقاد، وهذا التنوع يغني الحركة الثقافية». ولفت إلى أن الترابط بين النقد والإبداع أساسي لاستمرار الحراك الثقافي، قائلاً: «الناقد يسكن في قريحة كل مبدع».
وأشار يقطين إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تطوير النقد الأدبي المغربي ونشره بسهولة أكبر، مع التركيز على قضايا معاصرة مثل الهوية والتعددية الثقافية والبيئة، ما يساعد في الحفاظ على الخصوصية الثقافية للأدب المغربي.
بدورها، أكدت حورية الخمليشي على ضرورة التمييز بين الأدب والنقد، موضحة أن النقد يعتمد على أسس علمية ونظريات خاصة، في حين يركز الأدب على التعبير الذاتي. وقالت: «النقد ليس جنساً أدبياً، بل هو وسيلة لتقييم الأدب وتوجيهه». وأضافت أن الحركة النقدية المغربية قدمت رؤى عميقة دفعت الأدباء إلى استكشاف أشكال وأساليب جديدة، مشيرةً إلى أن النقد الأدبي يسهم في فهم أفضل للتحديات والقضايا الاجتماعية التي يعايشها المجتمع المغربي.
0 تعليق